مفاجأة.. فتوى دار الإفتاء حول التوسل بالأضرحة تخالف المفتي الأسبق وشيخ الأزهر
أثارت دار الإفتاء المصرية ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»، بعد فتواها حول جواز طلب المدد من غير الله، وتحديدًا طلب المدد من الأنبياء، والأولياء والصالحين، كما هو نهج الصوفية.
فتوى دار الإفتاء التي قالت فيها: «لا مانع شرعًا من طلب المسلم المددَ من الأنبياء والأولياء والصالحين؛ ولا فرق في ذلك بين كونهم أحياءً أو منتقلين؛ لأنه محمول على السببية لا على التأثير، كما أَنَّ الأصل في الأفعال التي تصدر من المسلم حملُها على الأوجه التي لا تتعارض مع أصل التوحيد، فالعبرة في التمسح بالأضرحة أو تقبيلها هي حيث يجد الزائر قلبه، ولا يجوز المبادرة برميه بالكفر أو الشرك»، وإن خرجت من مؤسسة الفتوى الرسمية إلا أنها خالفت صحيح العقيدة الإسلامية، وسمحت لجهال لا يفرقون بين طلب المدد من غير الله، ولا بالتوسل إلى الله بالصالحين.
فتوى مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر الأسبق
وفتوى دار الإفتاء الآن تخالف فتوى مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر الأسبق الشيخ حسن مأمون، والذي سُئل ما حكم الشرع في زيارة الأضرحة أضرحة الأولياء والطواف بالمقصورة وتقبيلها والتوسل بالأولياء؟
وأجاب مفتي الجمهورية الأسبق قائلًا: أود أن أذكر أولاً أن أصل الدعوة الإسلامية يقوم على التوحيد والإسلام يحارب جاهداً كل ما يقرب الإنسان من مزالق الشرك بالله. ولا شك أن التوسل بالأضرحة والموتى أحد هذه المزالق وهي رواسب جاهلية.
وأكمل المفتي: فلو نظرنا إلى ما قاله المشركون عندما نعي عليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عبادتهم للأصنام قالوا له: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فهي نفس التي يسوقها اليوم الداعون للتوسل بالأولياء لقضاء حاجة عند الله أو التقرب منه ومن مظاهر هذه الزيارات أفعال تتنافى مع عبادات إسلامية ثابتة فالطواف في الإسلام والتقبيل في الإسلام لم يسن إلا للحجر الأسود وحتى الحجر الأسود، قال فيه عمر وهو يقبله: (والله لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما فعلت) فتقبيل الأعتاب أو نحاس الضريح أو أي مكان به حرام قطعًا.
وتأتي بعد ذلك الشفاعة وهذه هي في الآخرة غيرها في الدنيا فالشفاعة ارتبطت في أذهاننا بما يحدث في هذه الحياة من توسط إنسان لآخر أخطأ عند رئيسه ومن بيده أمره يطلب إليه أن يغفر له هذا الخطأ وإن كان هذا المخطئ لا يستحق العفو والمغفرة غير أن الله سبحانه وتعالى قد حدد طريق الشفاعة في الآخرة فهذه الشفاعة لن تكون إلا لمن يرتضي الله أن يشفعوا ولأشخاص يستحقون هذه الشفاعة وهؤلاء أيضاً يحددهم إذن فكل هذا متعلق بإذن الله وحكمه فإذا نحن سبقنا هذا الحكم بطلب الشفاعة من أي كان فإن هذا عبث لأننا نستطيع أن نعرف من سيأذن الله لهم بالشفاعة ومن يشفع لهم.
واختتم مفتي الجمهورية الأسبق: «على ذلك يتضح أن كل زيارة للأضرحة - غير الشرعية - والطواف حولها وتقبيل المقصورة والأعتاب والتوسل بالأولياء وطلب الشفاعة منهم كل هذا حرام قطعاً ومناف للشريعة أو فيه إشراك بالله وعلى العلماء أن ينظموا حملة جادة لتبيان هذه الحقائق فإن الكثير من العامة، بل ومن الخاصة ممن لم تتح لهم المعرفة الإسلامية الصحيحة يقعون فريسة الرواسب الجاهلية التي تتنافى مع الإسلام وإذا أخذ الناس بالرفق في هذا الأمر فلا بد أنهم سوف يستجيبون للدعوة لأن الجميع حريصون ولا شك على التعرف على حقائق دينهم».
ردود رواد مواقع التواصل
وقال عمرو حسن، في تعليقه على منشور دار الإفتاء: «مع كل الحب والتقدير والاحترام لدار الافتاء المصرية. ولكن الكل يعلم ان قضية الاسلام الكبرى هي التوحيد. وبالتالي على دار الافتاء أنهم يرشدوا الناس لتجنب الوقوع فى أي مظنة للشرك الاكبر او الأصغر. أحنا عارفين أن اللي بيقول (مدد يا فلان) أو بيقبل الأضرحة لا يقصد شرك بالله! ولكن مهمتكم هى ان ترشدوه للحق للأقوم والأصوب والأحوط! وهي مدد يا رب العالمين! علموهم التوحيد الصحيح بدل ما تبرروا لهم! التوحيد هو قضية القرآن واساس الإسلام».
وقال الشيخ ريف طه: «وهل كان المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يعتقدون في آلهتهم التأثير؟ إنما كانوا يعبدونها حتى تقربهم إلى الله كما حكي القرآن عنهم.. وهو نفس كلامكم للأسف الشديد، فاستقيموا يرحمكم الله فإنكم امام الله مسؤولون، واحذروا الوقوع في قوله تعالى كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون ألا كذبًا، جزاكم الله خيرًا».





















