ما حكم من طلق زوجته بالثلاث في لفظ واحد؟ أمين الفتوى يوضح

ورد دار الإفتاء سؤالًا جاء فيه: ما حكم إذا طلق االزوج زوجته بالثلاثة في لفظ واحد حال "زن" منها؟.

وأجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء عبر بث مباشر للدار على "فيس بوك": ها هنا مسألتين الطلاق الثلاث في لفظ واحد والطلاق وقت الغضب، والذي عليه أن الطلاق المتعدد أو الطلاق الثلاث لفظًا أو إشارة يقع طلقة واحدة إذا كان واقعًا مستوفي شروطه وانتفت موانعه، وهذا الذي عليه الافتاء والقضاء.

وتابع وسام: الجانب الأخر من السؤال هو قضية الغضب وهنا يلتفت إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق"، والاغلاق كما فسره جماعة من السلف هو الغضب وبهذا فسره الإمام أحمد والشافعي، وإسماعيل ابن إسحاق القاضي وورد عن جماعة من الصحابة أبضًا أنه فسره بالغضب الذي يسيطر هو على اللفظ والقرار.

وأشار أمين الفتوى إلى أن "الغلق" هو ضيق الصدر وقلة الصبر بحيث لا يجد مخرجًا ومعنى هذا أن الغضب درجتان:

الأولى: درجة لا يقع فيها الطلاق وهي عدم الإدارك، بأن لا يدري الرجل ما ينطق وما يقول وهذا يقاس إما بفقدان إدراك الزمان أو المكان أو الأشخاص أو الأحوال وهي عوامل التغيير الأربعة، والمتفق أنه إذا صدر من الإنسان طلاق لا يقع.

المرحلة الثانية: هي درجة عدم الإملاك، وهي التي يشير إليها السائل وعدم الإملاك هي أنه يدري ما يقول ويدرك ما يفعل ولكنه لا يستطيع يمنع نفسه من التلفظ، كما يعبر المبرد عن ذلك بـ: "ضيق الصدر وقلة الصبر"، بحيث لا يجد مخلصا، ويحول الغضب بينه وبين نيته بحيث يندم على ما بدر منه إذا زال، وهذا ما عليه العمل والفتوى.

وأوضح وسام، معنى ذلك أن كثير من طلاق الناس وأن كان خطأ وإثما ولا يجوز فعله لأن الطلاق ميثاق غليظ جعله الله صمام أمان بيد الزوج، إذا صدر من الرجل فبهذه الحالة فهو إثم ولكنه في نفس الوقت لا يقع وهذه برحمة الشريعة بالمكلفيين.

وأختتم الدكتور محمد وسام: المفتى به أن الطلاق في هذه الحلة لا يقع ولكن من تلفظ به أثما شرعًا ويجب أن يستغفر مما تلفظ به.