الطيب: إدماج الأديان في دِينٍ واحد أمر لا يقبله مؤمن


قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال إلقاء كلمته بالمؤتمر السابع لقادة الأديان بكازاخستان: إنَّني حين أدعو إلى أوَّلية صُنعِ السلام بين علماء الأديان ورموزها الأخوَّة الإنسانيَّة؛ فإنني لا أعني مُطلقًا الدعوة إلى إدماج الأديان في دِينٍ واحد، فمثل هذا النداء لا يقول به عاقل ولا يقبله مؤمن أيًّا كان دينه.
واستكمل شيخ الأزهر: وأنا مِمَّن يؤمنون بأنَّ فكرة الاندماج هذه فكرةٌ مُدمِّرةٌ للأديان، ومُجتثَّة لها من الجذور، وهي في أفضل أوصافها خيالٌ عبثيٌّ غير قابل للتصوُّر، فضلًا عن التحقُّق.. وكيف لا وقد قضى الله أنْ يجعل لِكُلٍّ مِنَّا شِرْعةً ومِنْهاجًا!! وما اقصده هو الدَّعوة إلى العملِ الجاد من أجل تعزيز القِيَم المشتركة بين الأديان، وفي مُقدِّمتها: قيمَةُ التَّعارُف الحضاري، والاحترامِ المتبادل والعيش المشترك بين الناس.
وتابع الطيب: إنَّني أنتهز فرصة اجتماع علماء الأديان ورموزها المختلفة في هذا المؤتمر، لأدعو لانعقاد لقاء خاص برموز الأديان يتدارَسون فيه، بصراحة ووضوح تامَّين: ماذا عليهم وماذا على غيرهم من القادَة والسِّياسيِّين وكِبار الاقتصاديِّين، من الواجبات والمسؤوليات حيال هذه الكوارث الاخلاقيَّة والطبيعيَّة، والتي لا يرتاب أحد في أنَّها باتت تُهدِّد مستقبل البشريَّة بأكملها.
وأضاف: وما أظن أن لقاءً كهذا يصعب على هِممَ قادة الأديان المختلفة في الغرب والشرق، أو يستحيل عليهم، ولنا في تجربة وثيقة الأخوة الإنسانية ما يُشجِّعنا على ذلك، فقد كان توفيق الله تعالى كبيرًا في إتمام وثيقة الأخوة الإنسانيَّة، تلكم التي جاءت كأول ميثاق إنساني بين المسيحيِّين والمسلمين في عصرِنا الحديث؛ لتتأكَّد النظريَّة التي يُؤمن بها الأزهر دائمًا، ويدعو إليها في كلِّ مكان وهي: أن كل لقاء جاد مسؤول بين رموز الأديان يتحوَّل -لا محالة-إلى طوق نجاة للحضارة الإنسانيَّة حين تحاول أعاصير الشَّر زعزعة أركانها أو اقتلاعها من جذورها.