الغرب يتأهب لمواجهة ”النووي الروسي”
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها، اليوم السبت، أن المسؤولين الغربيين يتأهبون لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب الذعر والفوضى في بلادهم، حال استخدمت روسيا القنبلة النووية في أوكرانيا أو بالقرب منها.
وعلى الرغم من أن احتمالات استخدام روسيا للسلاح النووي مازالت بعيدة، إلا أن مصدر غربي قال لـ"الغارديان"، إن المسؤولين على الصعيد الدولي يعكفون حالياً لفحص الخطط بهدف تقديم دعم طارئ وطمأنة السكان الذين يخشون تصعيدا نوويا.
وأوضح أن قادة الدول الغربية عاكفون في الوقت الحالي على مناقشة تلك الخطط في جلسات سرية لتجنب الفوضى والذعر في الدول الغربية في حالة قيام روسيا بتوجيه ضربة نووية في الحرب التي تدور رحاها حاليا في أوكرانيا.
وأضاف للصحيفة، أن أحد المسؤلين الغربيين ألمح، في تصريحات له، أن الحكومات الغربية تدرس العديد من السيناريوهات في حالة استخدام السلاح النووي وما قد يتبعه من حالات نزوح جماعي في بعض المناطق خشية المزيد من التصعيد النووي.
وقال المسؤول الغربي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحكومات منخرطة في "تخطيط حكيم لمجموعة من السيناريوهات المحتملة"، رغم أنها شددت على أن أي استخدام للأسلحة النووية من قبل روسيا في الحرب سيكون أمرا مقيتا.
وفي الوقت الذي عانت فيه موسكو من انتكاسات في ساحة المعركة في أوكرانيا منذ سبتمبر (أيلول)، صعد فلاديمير بوتين من خطابه بالتهديد باستخدام السلاح النووي، قائلاً: إنه سيستخدم "جميع الوسائل المتاحة" للدفاع عن الأراضي الروسية.
واعتبر المسؤول الغربي أن تصريحات بوتين بشأن استخدام النووي "غير مسؤولة إلى حد كبير"، مضيفا: "لا توجد دولة أخرى تتحدث عن أسلحة نووية".
وتابع قائلاً: إن أي استخدام للأسلحة النووية من شأنه كسر المحرمات التي ظلت قائمة منذ عام 1945، والتي من شأنها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على روسيا.
وفي أواخر الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان إن استخدام روسيا للسلاح النووي سوف ينجم عنه نتائج كارثية، ولكنه لم يفصح عن طبيعة تلك النتائج.
ولا يريد الغرب أن يوضح كيفية على أي تصعيد نووي روسي محتمل، للحفاظ على الغموض المتعمد، إلا أن التصريحات الصادرة عن مسؤلين غربيين تؤكد أن أي رد فعل أولي لن يكون نوويا وذلك بهدف تجنب المزيد من التصعيد، وفق "الغارديان".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس المخابرات البريطانية جيريمي فليمنغ، إنه لا يرى أي مؤشر على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا أو قربها.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول: "يعتقد الخبراء عموماً أن بوتين "منخرط في خدعة"، في محاولة لإثارة الخوف وعدم اليقين في الغرب، لضمان عدم دخول الولايات المتحدة أو الناتو الحرب إلى جانب أوكرانيا".
