بوتين يعلن الأحكام العرفية في 4 أقاليم
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، الأحكام العرفية في أربعة أقاليم أوكرانية ضمتها بلاده، في الوقت الذي غادر فيه بعض السكان مدينة خيرسون على متن قوارب بعد تحذيرات من هجوم وشيك.
وبث التلفزيون الرسمي الروسي صوراً لأشخاص يفرون من خيرسون، ووصف النزوح الجماعي من المنطقة بأنه يعد محاولة لإخلاء المدينة من المدنيين قبل أن تصبح منطقة قتال.
ووجه كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة المحلية المدعومة من روسيا، نداء بالفيديو حث خلاله السكان على المغادرة، بعد أن تراجعت القوات الروسية في المنطقة مسافة 20-30 كيلومتراً في الأسابيع القليلة الماضية.
وأبلغ بوتين مجلس الأمن التابع للكرملين، أنه أعلن فرض الأحكام العرفية في الأقاليم الأربعة.
من جهته، كتب ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني على «تويتر»: «لا يمكن النظر لتطبيق «الأحكام العرفية» على أراضٍ تسيطر عليها روسيا إلا على أنه تشريع عبثي».
وأضاف: «هذا لن يغير شيئاً بالنسبة لأوكرانيا: فنحن ماضون في تحرير أراضينا وتخليصها».
وأصدر بوتين مرسوماً يقيد الحركة من ثمانية أقاليم مجاورة لأوكرانيا وإليها، وأمر بتشكيل مجلس تنسيق خاص برئاسة رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، لتعزيز المجهود الحربي المتعثر في أوكرانيا.
وتعد خيرسون أكبر مركز سكاني استولت عليه موسكو منذ أن بدأت «عمليتها العسكرية الخاصة» في أوكرانيا في 24 فبراير.
واتهم أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، روسيا بتدبير إخلاء «دعائي» للمدينة.
وكتب يرماك على تطبيق «تليغرام»: «يحاول الروس تخويف أهالي خيرسون من خلال نشرات إخبارية مزيفة حول قصف جيشنا للمدينة، وكذلك ترتيب إخلاء دعائي له».
هجوم يلوح في الأفق
وتعرضت المدن الأوكرانية للقصف في الأيام الماضية أيضاً بطائرات مسيّرة وصواريخ، وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف: إن الدفاعات الجوية في العاصمة عادت إلى العمل مجدداً الأربعاء.
وناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال: إن الضربات الروسية أصابت ثلث محطات الكهرباء في بلاده، أمن منشآت الطاقة مع كبار المسؤولين. وكتب زيلينسكي على تطبيق «تليغرام»: «نعمل على إنشاء نقاط طاقة متنقلة من أجل البنية التحتية الحيوية للمدن والبلدات والقرى».
وأضاف: «نستعد لسيناريوهات مختلفة للتداعيات المحتملة. ستدافع أوكرانيا عن نفسها».
وفي خيرسون، قال ستريموسوف: إن المدينة، يمكن أن تتعرض للقصف من القوات الأوكرانية، مضيفاً أن السكان الذين غادروها سيحصلون على سكن داخل روسيا. وقال: «أطلب منكم أن تأخذوا حديثي على محمل الجد وتفسروه على أنه دعوة للمغادرة بأسرع ما يمكن».
وأضاف ستريموسوف: «لا نخطط لتسليم المدينة، سنصمد حتى آخر لحظة».
وقال رئيسه، فلاديمير سالدو حاكم منطقة خيرسون الذي عينته روسيا، إنه سيتم إجلاء ما بين 50 و60 ألف شخص إجمالاً خلال الأيام الستة المقبلة. وكان عدد سكان مدينة خيرسون قبل الحرب نحو 280 ألفاً لكن العديد منهم فروا منذ ذلك الحين.
وقال سالدو للتلفزيون الرسمي: «الجانب الأوكراني يحشد قواته لشن هجوم واسع النطاق، لا مكان للمدنيين في مكان يشهد عمليات عسكرية».
وأضاف سالدو أن روسيا لديها الموارد اللازمة للاحتفاظ بخيرسون وشن هجوم مضاد إذا لزم الأمر، أنه سيقوم بمنع المدنيين من دخول المنطقة لمدة سبعة أيام.
وقال: إنه تم نقل العاملين في إدارة خيرسون المدعومة من روسيا إلى الضفة الأخرى لنهر دنيبرو.
وجاءت دعوات الإخلاء في أعقاب تقييم قاتم للآفاق الروسية في المنطقة من جانب الجنرال سيرجي سوروفيكين، القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا.
وقال سوروفكين لقناة «روسيا 24» الإخبارية: «يمكن وصف الموقف في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأنه متوتر»، مشيراً إلى أن الوضع في خيرسون «صعب» وبأن القوات الروسية «تتعمد قصف البنية التحتية والمباني السكنية في خيرسون».
