كيف جرى الهجوم «الكبير» على الأسطول الروسي في القرم؟


تمكنت روسيا من العثور على حطام المسيّرات التي هاجمت أسطولها في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، خلال الهجوم الذي وصفته تقارير محلية وغربية ب«الكبير»، فيما يرجح خبراء عسكريون الطريقة المحتملة للتنفيذ.
ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية، فإن الدرونات والقوارب المسيرة استخدمت «منطقة آمنة» لتصدير الحبوب، كما يرجح أيضاً أن تكون قد أُطلقت من «سفينة مدنية». ووفق خبراء تحدثوا، فإن القوارب المفخخة التي وجهت بعض الضربات كانت جزءاً من حزمة مساعدات أمريكية لأوكرانيا.
ماذا قالت وزارة الدفاع الروسية؟
الهجوم وقع بنحو 16 طائرة مسيرة، تضم 9 طائرات من دون طيار و7 قوارب انتحارية، بعض الدرونات تضم «وحدات ملاحية كندية الصنع»، وفقاً لبيان روسي.
إحدى المسيّرات أطلقت من على متن إحدى السفن المدنية التي تستأجرها كييف أو الغرب لتصدير المنتجات الزراعية من موانئ أوكرانيا، بحسب الرواية الروسية.
ردود فعل روسية أخرى
علقت موسكو الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وعلقت روسيا أيضا مشاركتها في تفتيش سفن الحبوب في ميناء إسطنبول التركي، وشن هجمات بأسلحة دقيقة ضد مراكز التحكم التابعة للقوات الأوكرانية ومحطات ومراكز الطاقة.
دور «الناتو» والقوارب الأمريكية
يقول الخبير العسكري الأمريكي، جوزيف تريفثيك، إن القوارب المفخخة كانت جزءاً من حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية التي أعلنت عنها «البنتاغون» في إبريل الماضي لدعم أوكرانيا.
واستشهد تريفثيك، بتصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، حين قال في إحاطة في 13 إبريل الماضي، في وصفه لتلك القوارب «إنها سفينة سطحية غير مأهولة يمكن استخدامها لمجموعة متنوعة من الأغراض في الدفاع الساحلي، كما رفض تقديم المزيد من المعلومات عنها».
توسيع الحرب الأوكرانية
يقول الخبير العسكري الأمريكي صامويل بيندت: إن الضربة تثير تساؤلات حول القدرات الدفاعية الروسية بعد تمكن بعض القوارب المفخخة من بلوغ أهدافها.
وفي حديثه عن الضربات، يقول الباحث: إن هناك حاجة إلى المزيد من الفحص بشأن إمكانية تنفيذها وطريقتها. وأضاف أن روسيا أكدت تصدي دفاعاتها لجميع المسيرات، لكنها اعترفت بتعرض العديد من السفن لأضرار، ما يعني تمكن بعض القوارب المفخخة من العبور وبلوغ أهدافها.
وتابع، أن روسيا تدرك بشدة التهديد الذي قد تشكله مثل هذه القوارب المفخخة المقاتلة.
ووصفت موسكو الهجوم ب«الإرهابي» وليس «ضربة عسكرية»، لأن السفن العسكرية التي تعرضت للهجوم كانت جزءاً من قوات تأمين ممر تصدير الحبوب، وليست جزءاً من الحرب بين موسكو وكييف. وتثير الضربة تساؤلات حول نوعية الدفاعات المطلوبة لمنع القوارب الانتحارية الصغيرة من استهداف السفن الأكبر في الموانئ.
يقول ميك ريان، الخبير الاستراتيجي الأسترالي: إن الضربة أوضحت أن لدى أوكرانيا القدرة على توسيع الحرب خارج ساحة الميدان التقليدي.
وأضاف أن تلك الهجمات تمت بدعم معلوماتي استخباراتي جيد، وبواسطة وسائل هجوم بعيدة المدى، مثل صواريخ «هيمارس».
وتمت العمليات بمسيرات وقوارب مفخخة، جواً وبحراً، فيما قد تساعد القوات الروسية المستدعاة بالتعبئة الجزئية في منع هذا النوع من الهجمات.
وعن تأثيرها في سير الحرب وتكتيك أوكرانيا، يردف «ريان» أن الضربة توحي بأن أوكرانيا تركز على الأهداف العسكرية الاستراتيجية.
وتابع أن الضربة تحاول منع البحرية الروسية من إطلاق صواريخ «كاليبر» من نوع كروز، كما تظهر مدى قدرة الأوكرانيين على التكيف في ساحة المعركة.
وأشار إلى أن كلا الجانبين لجأ بشكل متزايد إلى المسّيرات في تنفيذ الضربات الاستراتيجية.
تكتيكات الهجوم
من جانبه، يقول الخبير العسكري الأمريكي، تايلر روجواي: إن التفجيرات تمت عن طريق أنظمة مسّيرة ودرونات عسكرية تسمّى «سكاي آي-5000»، وهي مشهورة باسم «طائرات علي بابا بدون طيار»، وإن الهجوم تم من خارج الحدود الأوكرانية الإقليمية الحالية، كما أن المسيرات أطلقت من الأرض.
وذكر المصدر أن القوارب المفخخة قطعت على الأقل 130 ميلاً بحرياً لضرب ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
ورجح أن يكون إطلاق تلك المسيرات أو القوارب المفخخة جرى من على ظهر السفن لطول المسافة.
وعن طريقة تنفيذ الهجوم، يقول الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، إنه يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة باستخدام جميع وسائل الاستطلاع والمراقبة والتتبع التي توفرها الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية، بجانب طائرات «الناتو» البحرية الموجودة في الأجواء الرومانية.
وأوضح مينا عادل، أن تلك الهجمات تجعل القوات البحرية الروسية تتدرب على صد هذا الخطر بالتعاون مع الهليكوبتر الهجومي كسيناريو مشترك بين الطائرات والسفن بجانب الدفاع الجوي.