المطر.. كيف ينشر الله رحمته في نزوله «قطرات متفرقة»؟

دعاء المطر.. لا شك أن المطر من نعم الله علينا نحن البشر وكذا الكائنات الأخرى من نبات وحيوان؛ قال تعالى في مُحكم التنزيل: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ -سورة الشورى الآية رقم 38- فالمطر من رحمات الله علينا؛ وكان النبي ﷺ يقول: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ» وهو ما ورد في الحديث المتفق عليه عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عليه وفيه: «فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ».

وتشهد العديد من محافظات الجمهورية في ظل موجة الطقس الشتوية أمطارًا غزيرة تشمل مناطق داخلية متفرقة خاصة بالمحافظات الساحلية، وبحسب تقارير الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فإن محافظات الجمهورية تتأثر خلال الساعات المقبلة بارتفاع في منسوب الأمطار، وهو ما يشير إلى تزايد فرص سقوط الأمطار على العديد من محافظات الجمهورية خلال الأوقات المقبلة؛ وهو ما دفع الآلاف من رواد مواقع التواصل، والشبكة العنكبوتية -الإنترنت- للبحث عن دعاء المطر.

ومما ورد في أثر العلماء حول رحمة الله علينا بالمطر، ما قاله إمام الإسلام ابن القيم: «يرسله قطرات منفصلة لا تختلط قطرة منها بأخرى، ولا يتقدم متأخرها ولا يتأخر متقدمها، ولا تدرك القطرة صاحبتَها فتمتزج بها، ولو نزلت دفعة واحدة لتضرر الناس ولأفسدت الزروع والثمار؛ فإن كان هذا حُسن تدبيره في قطراتِ المطر، فكيف بحسن تدبيره في أمورنا سبحانه؟».

ادعيه المطر أبواب السماء مفتوحة، ووردت أحاديث متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين فضل ادعية المطر، وأنه من أوقات استجابة الله للدعاء فورد فيما رواه أبو داود والحاكم بلفظه عن سهل بن سعد رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «ثنتان ما تُرَدَّان: الدُّعاء عند النداء، وتحت المطر» -ويعني تحت المطر أي وقت نزول المطر-.

دعاء النبي عند نزول المطر، وفي الحديث المتفق عليه الذي ورد عن أنس رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى ٱللهُ عليه وسلم قال عند نزول المطر: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالْجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»، كما ورد ضمن أفضل دعاء عند المطر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما -وهو مروي عن أبي داود-، أنه قال: رأيت رسول الله صلى ٱللهُ عليه وآله وسلم يُوَاكِئُ فقال: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ» رواه أبو داود.