رئيس جامعة الأزهر: من عجائب ما وُلِدَ في زماننا إباحةُ المثلية الجنسية


أكد رئيس جامعة الأزهر الدكتور «سلامة داود» أنه ينبغي على أهل التقوى والرشاد، وعلى العقلاء في كل أمة، والقائمين على الأمر؛ أن لا ينفضوا أيديهم ممن سقطوا في هذه المستنقعات الوخيمة فيدعوهم نهبًا للشيطان والغواية والرذيلة، عليهم أن لا يملوا من نصحهم وعونهم وعلاجهم روحيًّا بما يصلح نفوسهم، وبدنيًّا بما يصلح صحة أبدانهم حتى لا يكونوا حاملين لأمراض تفتك بهم وبمن يخالطونهم ويعيشون معهم.
وتابع داود: وقد وصفت الآيات البينات العلاج الناجع في الجانب الروحي بحسن تدبر القرآن الكريم والاهتداء بنوره وبإدامة ذكر الله -جل جلاله- حتى يكون العبد موصولًا بربه بالغدو والآصال بعيدًا عن الغفلة التي هي حبل الشيطان وشَرَكُه؛ ولذا قال -جل وعلا- عقب الآية السابقة: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)﴾ (سورة الأعراف)، وهذا من لطيف تناسب الآيات وتناديها، وهو باب واسع من إعجاز الكتاب العزيز.
ونوَّه رئيس جامعة الأزهر إلى أنه مع أمر الله -تعالى- بحفظ الفروج، فمن عجائب ما وُلِدَ في زماننا من مساوئ الأخلاق والفواحش إباحةُ المثلية الجنسية، بأن يأتي الذُّكْرانُ الذُّكْران والإناثُ الإناثَ، وقد صَدَرَ بإباحة هذه المثلية قوانينُ تحميها وتباركها، وهي ارتكاسة في حَمْأَةِ الخَبَال، وانتكاسة تشمئز منها الفطر السليمة إلى فَعْلَة قوم لوط -عليه السلام- الذين أهلكهم الله -تعالى- بسبب هذه الفاحشة إهلاكًا مبيرًا، وقد وصف القرآن الكريم هذه الفاحشة على لسان سيدنا لوط -عليه السلام- في مواضع؛ منها: قوله تعالى: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)﴾( الشعراء).
فوصفتهم الآيات بأنهم قوم عادون، وقوم يجهلون، وبئست الخُلتان: العدوانُ والجهل؛ لأن ما اقترفوا مخالف لفطرة الله التي فطر الناس عليها من أن الذكر خلق للأنثى والأنثى خلقت للذكر؛ وأن من مقاصد هذه الفطرة السوية بقاءَ النسل، ولا يحصل بقاء النسل الإنساني إلا بهذه الفطرة السوية، فإذا خالفها الناس – كلُّ الناس على ظهر البسيطة - إلى المثلية البغيضة التي ابْتُلِيَ بها العالم فإن ذلك سيؤدي على سبيل البديهة إلى قطع النسل وفناء الجنس البشري، إضافة إلى ما فيه من ظلم للمرأة حين تبقى مهملة معطلة تحترق بغريزتها مع أن الرجال كُثْر.
جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الثالث عشر للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بدولة الكويت، بعنوان: «الأمراض المنقولة جنسيًّا المخاطر والوقاية من منظور إسلامي».