بستان الطاعة.. كيف كان يستقبل «صحابة النبي» فصل الشتاء؟
لم يكن فصل الشتاء عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كغيره من الفصول؛ إذ كانوا يرون فيه بستانًا للطاعة وميدانًا للعبادة، وكانوا يفرحون بقدومه، ويحثون المسلمين على اغتنامه؛ وذلك لما فيه من أمور تجعل المؤمن أقرب لله عز وجل من أي وقت آخر، حيث يسهل فيه الصيام لقصر نهاره كما أن أجر إسباغ الوضوء على المكاره -أي بسبب البرودة- أمر جعل الله جزاءه محو الخطايا ورفع الدرجات، فقد روى الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ»، وذلك لسهوله الصوم فيه ولطول ليله الذي يمكن المؤمن من قيام الليل وذكر الله والناس نيام.
وفي السطور القادمة تعرض «مصر 2030» ما قاله صحابة النبي رضوان الله عليهم في فصل الشتاء وفضله.
إسباغ الوضوء.. فذاكم الرباط
ولعل من أصعب الأمور في ليل الشتاء هو الاستيقاظ في وقت السحر، والوضوء في البرد القارس؛ لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون الشتاء، إذ إنهم يرون أن الطاعة رغم المشقة تقربهم إلى الله درجات، فكانوا يحرصون على القيام في وقت الليل وإحيائه بذكر الله في غفلة الناس، فكان فصل الشتاء بالنسبة لهم حسنات وطاعات.
فقيام الانسان من مرقده ليتوضأ وخاصة في برودة الشتاء، حيث يكون الجسد في حالة خمول بسبب البرودة؛ أمر جعل الله ثوابه محو الخطايا.
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاط».
وقيل في تفسير معنى «إسباغ الوضوء» أي إتمامه، والمقصود «بالمكاره» في الحديث هنا شدة البرد أو ألم في الجسد.
ماذا قال أبو هريرة عن الشتاء الغنيمة؟
الصحابي الجليل أبو هريرة أحد أكثر الصحابة حفظًا للحديث النبوي كان لفصل الشتاء أهمية بالغة عنده، وقيل عنه إنه كان يقول: «ألا أدلكم على الغنيمة الباردة»، قالوا بلي فيقول: «الصيام في الشتاء».
غنيمة المؤمن.. هذا ما قاله عمر بن الخطاب عن الشتاء
وثبت عن أمير المؤمنين الإمام العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه قال: «الشتاء غنيمة العابدين»؛ أي إنه غنيمة للطاعة.





















