وزراء الاتحاد الأوروبي يحذرون من تكرار الأخطاء المرتكبة بحق روسيا مع الصين
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وغيرها من كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، إنه يتعين على التكتل التعلم من الأخطاء السابقة عند مراجعة علاقاته مع الصين.
وأضافت بيربوك أن الماضي أظهر أن الأمل في علاقات اقتصادية قوية توفر الأمن يمكن أن يكون خادعا، في إشارة إلى افتراضهم أن روسيا لن تخاطر بصفقات الغاز التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع دول التكتل بالدخول في حرب مع أوكرانيا.
وتحدثت بيربوك في اجتماع في ستوكهولم حيث ناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كيفية مراجعة علاقات التكتل مع بكين، بما في ذلك خفض الاعتماد الاقتصادي عليها وكيفية التعامل مع التحديات الأمنية.
ودعا وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس في وقت سابق اليوم نظراءه في الاتحاد الأوروبي إلى عدم تكرار الأخطاء التي تم ارتكابها مع روسيا عند التعامل مع الصين.
وأضاف الوزير اليوم الجمعة: "في بعض الحالات، نرى عدم تغير المسار والعادات".
وتابع بالقول إنه يجب على الدول الأوروبية أن تضع في الحسبان سيناريو لا يتم فيه خفض العلاقات التجارية مع الصين طواعية ولكن "لأن الوضع، على سبيل المثال، في مضيق تايوان تغير بالقوة".
وأوضح الوزير: "تبني الصين نظاما عالميا جديدا"، ولا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون مشاهدا سلبيا.
وبحسب بيانات المفوضية الأوروبية، تعد الصين أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالواردات، بحصة تبلغ 20.8٪ في عام 2022. وفيما يتعلق ببعض المواد الخام الهامة، فإنها الصين تحتكرها تقريبا.
وتحدثت بيربوك، مثل وزراء آخرين، لصالح الحد من المخاطر الأمنية المرتبطة بالتبعية، داعية إلى توحد التكتل واستخدام قوة السوق المشتركة "بثقة".
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن "الصين منافس مهم، وليس فقط موردا للسلع الرخيصة".
وأضاف إن هناك حاجة للحد من التبعيات ولكن مع الاستمرار في التعامل مع بكين.
وقال بوريل إن: "الصين تحرق فحماً أكثر من بقية العالم مجتمعاً، مضيفا أنه لا يمكن حل تغير المناخ "دون مشاركة قوية مع الصين" ، في إشارة إلى تعقيد علاقات التكتل مع بكين.
وكان الدعم العسكري المستمر للاتحاد الأوروبي لأوكرانيا هو الموضوع الرئيسي الثاني للمناقشات الجارية في ستوكهولم ، حيث يعتقد أن كييف تستعد لهجوم مضاد كبير.
وشدد بوريل على أهمية طمأنة التكتل لأوكرانيا "بأننا سندعمها، ليس فقط في المعارك اليومية في الحرب، ولكن على المدى الطويل".
وأضاف بوريل :" على روسيا أن تفهم، وعلى بوتين أن يفهم أننا لن نسقط"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واستطرد:"لذا توقفوا عن انتظار أن ينال منا التعب، لن يحدث ذلك".
ويجري العمل أيضا على فرض حزمة عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على روسيا تركز على معالجة التحايل على الإجراءات التجارية العقابية الحالية ضد موسكو.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء الاتحاد الأوروبي غدا السبت، مع نظرائهم من منطقة المحيطين الهندي والهادئ الممتدة من شرق أفريقيا إلى الدول الجزرية في المحيط الهادئ.
ومن المقرر أن يشارك أكثر من 30 وفدا، باستثناء الصين وتايوان، في مناقشات حول التحديات الأمنية والنمو الأخضر والشامل.
