الجامعة العربية تؤكد ضرورة الاستمرار في تنفيذ الاستراتيجيات التي تحقق أمن المياه
أكدت جامعة الدول العربية ضرورة أن تستمر المنطقة العربية فى تنفيذ الاستراتيجيات التى تم اعتمادها لتحقيق أمن المياه وتحسين إدارة الموارد المائية وزيادة كفاءة استخدام المياه فى القطاعات المختلفة مثل الزراعة والصناعة، وتعزيز التوعية بأهمية حفظ المياه وتبنى تقنيات الرى الحديثة والمستدامة، وتطوير بنية تحتية قوية للصرف الصحى ومعالجة مياه الصرف الصحى، وتنفيذ مشاريع متكاملة لبناء محطات معالجة المياه وتطوير شبكات الصرف الصحى للحد من تلوث المياه وتحسين الصحة العامة.
جاء ذلك فى كلمة للسفيرة شهيرة وهبى مدير إدارة الإسكان والموارد المائية والحد من مخاطر الكوارث بجامعة الدول العربية أمام احتفالية اليوم العالمى للمياه واليوم العربى للمياه التى ينظمها المجلس العربى للمياه بأحد فنادق القاهرة.
وثمنت جهود المجلس العربى للمياه لتنظيم هذه الاحتفالية بمناسبة اليوم العالمى للمياه وكذلك اليوم العربى للمياه الذى أقره المجلس الوزارى العربى للمياه.
وقالت إن الشعار الذى تنظم تحته هذه الاحتفالية وهو "تسريع التغيير لحل أزمة المياه والصرف الصحى والحفاظ على المياه.. حفاظ على الحياة" يؤكد أن الموارد المائية والصرف الصحى قضايا حيوية فى المنطقة العربية، وتواجه تحديات كبيرة فى إدارتها وتوزيعها وضمان توفر مياه نقية وصحية للمجتمعات العربية.
وأوضحت أن المنطقة العربية تعد من بين أكثر المناطق تأثرا بندرة المياه وتلوثها، بالإضافة إلى محدودية الصرف الصحى فى كثير من البلدان، مشيرة إلى أن هناك العديد من التحديات التى تواجه الدول العربية والتى تستوجب على الحكومات العربية وعلينا جميعا العمل على تعزيز التعاون الإقليمى والدولى لتبادل المعرفة والتكنولوجيا وتوفير الدعم المالى وتعبئة الموارد لتنفيذ المشاريع المائية والصرف الصحى المستدامة، مع أهمية التركيز على تشجيع المجتمعات المحلية والأفراد على المشاركة الفعالة فى حماية الموارد المائية والعمل المشترك لتحقيق التنمية المستدامة فى الدول العربية.
وأكدت أنه للخروج بنتائج ملموسة من هذه الاحتفالية يجب أن ننظر إلى عده عوامل محددة يتم من خلالها اتخاذ عدة إجراءات قوية ومتكاملة يتم تنفيذها على الأرض، فتعزيز التوعية والتثقيف بأهمية المحافظة على المياه وتوفير الصرف الصحى النظيف من خلال حملات توعوية وبرامج تثقيفية تستهدف المجتمعات والمدارس ووسائل الإعلام أمر أساسى يأتى على رأس اتخاذ أى إجراءات ذات معنى، ورأس الرمح فى هذا الأمر هو منظمات المجتمع المدنى، وكذلك تعزيز التشريعات والسياسات من خلال وضع وإنفاذ قوانين وسياسات فعالة لإدارة الموارد المائية والصرف الصحى، ويشمل ذلك وضع معايير بيئية صارمة، وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا النظيفة فى مجال المياه والصرف الصحى. ومؤسسات القطاع الخاص هى رأس الرمح لتحقيق ذلك.
ولفتت إلى أن الاستثمار فى تطوير بنية تحتية قوية ومتطورة للمياه والصرف الصحى من خلال بناء وتحديث محطات معالجة المياه وشبكات الصرف الصحى وخطوط المياه سيؤدى إلى تعزيز الكفاءة فى استخدام الموارد المائية. ويلعب القطاع الخاص ومؤسسات التمويل تلعب دورا مهما لذلك.
من ناحية أخرى، أكدت السفيرة شهيرة وهبى أن تعزيز التعاون الإقليمى والتنسيق بين الدول العربية فى مجال إدارة الموارد المائية والصرف الصحى وتبادل الخبرات والمعرفة وتنفيذ مشاريع مشتركة سيجعلنا نستطيع التغلب على التحديات المشتركة وتعزيز الاستدامة، مشيرة إلى أن تقديم التحفيز المالى للمشاريع والمبادرات المستدامة فى مجال المياه والصرف الصحى للشركات والمؤسسات التى تعمل فى هذا المجال، سيكون له أثر بالغ فى تشجيع الاستثمارات الخاصة فى مشاريع المياه والصرف الصحى، فعصر الاعتماد على الحكومات فقط قد ولى.
وأفادت بأن تطبيق ممارسات إدارة المياه المستدامة فى الزراعة، بما فى ذلك التخطيط الجيد للمياه، وتوزيع المياه بكفاءة باستخدام تقنيات الرى الحديثة وتشجيع المزارعين على استخدام ممارسات الزراعة المائية الفعالة سيؤدى إلى تقليل الهدر وتحسن كفاءة استخدام المياه، وهو المطلوب فى مثل الوضع المائى الذى تعيشه منطقتنا.
وقالت إن تسريع التغيير يتطلب التزاما قويت وجهودا مشتركة من الحكومات والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، ويعزز العمل بروح الشراكة والتعاون وهو ما سيمكننا من التغلب على أزمة المياه والصرف الصحى وضمان توفر موارد مائية نقية وصحية للجميع فى الدول العربية.
