محلل سياسي: حكومة الوحدة منتهية الشرعية وتحاول إقصاء خصومها في الزاوية

قال المحلل السياسى المهتم بالشأن الليبى عادل الخطاب: إنه لا تزال العملية الأمنية التى يشنها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، على مدينة الزاوية متواصلة مع انطلاق المرحلة الثانية منها، فى ظل دعم رئيس المجلس الرئاسى محمد المنفى لها.

ومن جانبه أكد المنفى فى أول تعليق له على العملية اليوم، تأييده لمطالب أهالى مدينة الزاوية ودعمه لعملية القضاء على مهربى الوقود وأوكار الجريمة رغم الانتقادات التى تلاحقها.

جاء ذلك خلال لقاءه مع الدبيبة، ورئيس الأركان العامة محمد الحداد، وآمر المنطقة العسكرية الساحل الغربى اللواء صلاح الدين النمروش، أكد خلاله المجتمعون على ضرورة استمرار هذه العملية لتحقيق الأمن والاستقرار.

وأضاف الخطاب، أن هذه العملية العسكرية لا تحظى بإجماع داخلى، وتثير قلقا دوليا من تأثيرها على جهود التهدئة وعلى محاولات إيجاد توافق سياسى بين قادة البلاد، يقود لإجراء انتخابات عامة، فقد اتهم البرلمان الليبى، الحكومة باستغلال هذه العملية العسكرية لحسابات سياسية تحت غطاء مكافحة الإرهاب، بينما طالب المجلس الأعلى للدولة بسحب صلاحيات الطيران المسير من الحكومة، وانتقد استغلاله لتصفية الخصوم.

فى حين عبرت سفارتا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لدى ليبيا، عن قلقهما إزاء الوضع القائم بمدينة الزاوية ومن استخدام الأسلحة فى مواقع مدنية، مع استمرار الضربات الجوية التى تنفذها القوات الموالية للحكومة.

وأكد المحلل، أن تصفية حسابات مسئولى حكومة الوحدة منتهية الشرعية ضد خصومهم فى الزاوية ترافقت أيضا برسالة موجهة إلى قيادة الجيش الوطنى الليبى بأن أى محاولات لإقصائه أو إجراء إنتخابات رئاسية ستجابه بالطائرات التركية المسيرة المستخدمة فى العملية، موضحا أن هذا بلا شك يمكن أن يؤدى الى إشتباك مسلح بين الليبيين يعيد البلاد الى نقطة الصفر والى نزاع يطيح بجميع الجهود التى بذلها الفرقاء الليبيون عرض الحائط، من أجل أن يحقق الدبيبة طموحه للإستمرار فى السلطة والوصول الى أعلى مستوياتها.

وأشار إلى أن تحرك الدبيبة الأخير، يدل على إفلاسه وعدم إدراكه للواقع الليبى الذى تغير وأصبح يطالب برحيله، فالزاوية نفسها شهدت منذ أسابيع مظاهرات وعصيان مدنى بسبب سوء الوضع الاقتصادى والاشتباكات العنيفة التى إندلعت بين ميليشياته.

وتابع: إنه لا شك أن الإدارة الأمريكية والدول الغربية رغم قلقها المزعوم إلا أنها قد دفعت بالدبيبة الى هذا العدوان، لأن الفوضى الأمنية المترافقة مع الفوضى السياسية تحقق مصلحة هذه الدول بإستمرار الوضع الراهن فى البلاد وعدم إجراء الانتخابات، فقد وصل إلى رئاسة الحكومة وفق مخرجات ملتقى الحوار الوطنى برعاية الأمم المتحدة، والذى حصلت فيه خروقات من شراء لذمم المشاركين والضغط على آخرين للتصويت له.

وفى السياق، قال عضو مجلس النواب الليبى، جبريل أوحيدة: إن رئيس حكومة الوحدة يستغل صفته كوزير للدفاع للانتقام من خصومه السياسيين، وأحداث الزاوية ما هى إلا دليل على رفض الدبيبة للمسار الديموقراطى، وإلا لما اختار القيام بهذه العملية العسكرية مباشرة بعد إعلان لجنة 6+6 الانتخابية عن اتفاقات قانونية للذهاب نحو انتخابات وطنية من مقر اجتماعاتها فى أبوزنيقة المغربية.