منها رد المظالم.. شروط قبول التوبة
لا يجوز للمسلم مهما كانت ذنوبه أن ييأس من رحمة الله، فالله يغفر الذنوب جميعًا، ويتوب على عباده قال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ» الشورى: 25.
وقد يتوب البعض ويقلع عن الذنوب، ولكن يظل هناك سؤال، يجول في رأسه، ما هي شروط التوبة، وهل قُبلت توبتي؟
ويستعرض «مصر2030» في السطور التالية شروط التوبة كما حددها أهل العلم، والعلامات التي يستدل بها المسلم على توبته.
الشرط الأول.. الإخلاص
يعتبر الإخلاص الشرط الأول لقبول توبة أي مسلم حيث يجب أن يكون قاصدًا بتوبته وجه الله عز وجل وحده، دون رياء.
الشرط الثاني.. الإقلاع
يعد إقلاع المسلم عن الذنب شرطًا أساسيًا لقبول التوبة، وذلك لكونه كيف يكون العبد تائبًا دون أن يتوقف عن ممارسة الذنوب.
الشرط الثالث.. الندم
الشعور بالأسف على ما مضى والندم هو الشرط الثالث للتوبة، وهو أن يكون المسلم مستشعرًا حجم ذنبه، مدركًا بأنه ارتكب أمرًا نهى الله رب العزة عنه، ومخالفته لأوامر الله رغم قدرته وعظمة شأنه.
الشرط الرابع.. العزم على عدم الرجوع
ويتحقق الشرط الرابع لدى المسلم في أن يعزم على عدم الرجوع للمعاصي أبدًا مهما حدثته نفسه بها، ومهما كانت المغريات أمامه، وأن يطرد من عقله كل وسوسة شيطان تدعوه إلى معصية الله.
الشرط الخامس.. التوبة وقت القبول
وحدد العلماء الشرط الخامس لقبول التوبة بوجوب أن يوقع المسلم التوبة وقت القبول، وهما قبل طلوع الشمس من مغربها، وقبل الغرغرة أثناء خروج روح الإنسان عن الجسد.
ولعل الشروط السابقة تتحقق بهم التوبة إذا كانت ما بين العبد وربه، ويبقى سؤال ماذا لو كانت بين العبد وآخر؟!
وذكر أهل العلم أنه إذا كان يدخل الذنب في أخذ حق العباد فلا بد على المسلم أولًا:
*إبراء الذمة من هذا الحق، بمعنى إذا كانت مظلمة استحلها منه، أو حقًا سواء كان مال أو أرض أو غيره رده إلى صاحبه.
هل للتوبة علامات؟
حدد أهل العلم بعض علامات التوبة والتي منها يستطيع العبد استشعار أن الله غفر له ومنها:
* أن يشعر التائب بحرقة في قلبه لتقصيره في حق الله.
* أن يكون بعيد كل البعد عن الذنوب، نائيًا بنفسه عن أماكنها.
* أن يميل إلى الإقبال على الله، ويكون سعيدًا بتوبته حريصًا ألا يعود لذنبه مرة أخرى.
*مصاحبة أهل الفضل والخير، والبعد عن أهل السوء.
* الاستقامة على دين الله.
* التوفيق للطاعة فمن رأى أنه أصبح موفق في الطاعات وأعمال الخير فليبشر بقبول الله وصدق توبته.
