مفتي جزر القمر: إذا كان الدين كالماء للناس تكون الفتوى الوعاء التي يُسْقَى الناس بها هذا الماء
قال فضيلة الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل، مفتى جمهورية القمر المتحدة: إن درجة الفتوى فى سلم الشريعة منيفة، ومرتبة صاحبه مرتبة شريفة، ولهذا؛ ناسب أن تقترن بالأخلاق الفاضلة والعادات الحسنة، وقد عنى الإسلام بالأخلاق عناية بالغة.
جاء ذلك خلال كلمته فى الجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر والتى جاءت تحت عنوان "الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية" مضيفا أنه بالأخلاق إنما تبنى الحضارات وتستمر، وقيمة المرء فى الحقيقة تقدر بأخلاقه وأعماله، لا بجسمه وصورته ولا بماله، والناس جميعا بفطرتهم الكريمة وقيمهم النبيلة لا يملكون سوى احترام صاحب الخلق الحسن، سواء أكان شخصا أم أمة.
وشدد على أن القيم والأخلاق الإسلامية هى التى تحمى الإنسان من كل الانحرافات الفكرية والسلوكية والجرائم المتنوعة، وتنقذه من الأزمات النفسية والمشكلات الصحية، وتوفر له السعادة والرضا، كما أن الأخلاق الفاضلة هى التى تحمى المجتمع من كل المصائب، وتوفر لكل أفراده الأمن والاستقرار.
وأضاف فضيلته أن هذه الأمة لا يستقيم حالها على الاستقامة الكاملة إلا إذا سارت على النهج الواضح الذى تركها عليه نبيها صلى الله عليه وسلم فلا تضل أبدا ما دامت متمسكة به، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن أهمية الفتوى وحاجة الناس إليها من أهمية الدين، فإذا كان الدين كالماء للناس ولا حياة كريمة فى الدنيا والآخرة بدون الالتزام بهذا الدين الحنيف؛ تكون الفتوى هى الوعاء الذى يسقى الناس به هذا الماء.
وأوضح أن الفتوى لكى تقوم بدورها التام فى استقرار المجتمع وإعمار الأرض؛ وجب أن تكون الفتوى داعمة ومتضمنة لمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات والعادات، التى هى وسيلة للنهوض بالأمة؛ فإن النهوض والتقدم يكون نتيجة سيادة الأمن والاستقرار فى المجتمع، ولا يتحقق ذلك إلا بانتشار الأخلاق الطيبة وروح التعاون.
وختم فضيلته كلمته قائلا ينبغى للمفتى أن ينشر الآداب السلوكية من خلال التحلى بها، كالرفق وحسن التعامل مع المستفتين اقتداء بسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فبالرفق تسهل الأمور، ويتصل بعضها ببعض، وبه يجتمع ما تشتت، ويأتلف ما تنافر.
