مبدأ شرعي أصيل .. «الإفتاء»: مشاورة الرجل للمرأةَ من كمال الرجولة
تتلقى دار الإفتاء المصرية، يوميًا، مئات الأسئلة من المتابعين على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ورد أحد الأسئلة يقول هل مشاورتي لامرأتي تنافي الرجولة؟ وما مدى صحة حديث: "شاوروهن وخالفوهن"؟.
إدارة شؤون الأسرة قائمة على التشاور بينهما
وقالت الافتاء، عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن العلاقة الزوجية علاقة تكاملية بين الرجل والمرأة، وهما شريكان في بناء الأسرة؛ فيجب أن تكون إدارة شؤون الأسرة قائمة على التشاور بينهما، ويجب نبذ عنصر التسلط أو الندّية بين الزوجين؛ فإن النديَّة بين الزوجين هي أول معاول هدم الأسرة.
مبدأ المشاورة جاء في القرآن
وأضافت الوزارة، :"مبدأ المشاورة في الحياة الأسرية جاء في القرآن نصًّا، وفي السنة النبوية تطبيقًا وعملًا، قال الله تعالى: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}، بينما قال مجاهد: التشاور فيما دون الحولين، إن أرادت أن تفطم [أي: الزوجة] وأبى [أي: رفض الزوج]، فليس لها، وإن أراد هو [أي: الزوج]، ولم تُرد [أي: الزوجة]، فليس له ذلك حتى يقع ذلك عن تراض منهما وتشاور، يقول: غير مسيئين إلى أنفسهما وإلى صبيهما.
وأكمل: وقد شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها، يوم الحديبية، وعمل بمشورتها وقولها، متابعة: وفي قصة صاحبة المَزادتين أن قومها قد أسلموا بفضل مشورتها وقولها؛ ففي الحديث أنها قالت لهم ناصحة: "فَهَلْ لَكُمْ فِي الإِسْلاَمِ؟ فَأَطَاعُوهَا، فَدَخَلُوا فِي الإِسْلاَمِ".
شاوروهن وخالفوهن
وعن حديث شاوروهن وخالفوهن، قال: أما حديث: "شاوروهن وخالفوهن"، فلا يصح، وقال السخاوي في المقاصد الحسنة: "لم أره مرفوعًا"، أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مشاورة الرجل للمرأة من كمال الرجولة
واستطردت الوزارة، أنه بناء على ما سبق؛ فإن مشاورة الرجل المرأةَ لا تقدح في رجولته، بل إن ذلك من كمال الرجولة، وهو مبدأ شرعي أصيل، لا سيما وأنه لم يرد في الوحيين نصٌّ صريحٌ في النهي عن مشاورة المرأة، بل العكس هو الحاصل، والله أعلم.
