خبيرة لـ«مصر 2030»: إثيوبيا ربما حصلت على دعم خارجي قبل توقيع الاتفاقية مع صومالاند


بعد إعلان الحكومة الصومالية، اليوم، أنه لا مجال لوساطة في الخلاف مع إثيوبيا ما لم تنسحب أديس أبابا من اتفاقها مع منطقة أرض الصومال.
لذلك بدأ المواطنون يتساءلون عن ماذا يحدث إذا استمر التصعيد بين إثيوبيا والصومال خلال الفترة القادمة.
أسباب الخلاف
قالت دينا لملوم، الباحثة في الشؤون الإثيوبية بمركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات، على خلفية التوترات التي شابت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا كنتيجة لمذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة الإثيوبية وأرض الصومال 1 يناير الحالي، قامت هيئة الطيران المدني الصومالي الأربعاء 18 يناير، بمنع طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية من التحليق فى المجال الجوي للصومال.
التعدي على الأراضي الصومالية
وأضافت «لملوم» في تصريحات خاصة لـ "مصر 2030"، أن لعلاقات بين البلدين بدأت تحتد على خلفية هذه التحركات والتي رأت فيها مقديشو تعديا سافرا على سيادتها ووحدة أراضيها، وفيما يتعلق بإثارة التساؤلات المتعلقة بنشوب حرب بين البلدين، فإن هذا السيناريو مستعبد بشكل كبير، في ظل الأوضاع الراهنة سواء في إثيوبيا أو الصومال، وتعاني حكومة مقديشو من مشاكل جمة في ظل استيلاء حركة الشباب المسلحة على جزء كبير من أراضيها، كما أن تواجد قوات إثيوبية في الصومال لمحاربة الجماعات الإرهابية، لن يجعل من المنطق أن تحارب مقديشو دولة تكافح التطرف المسلح على أراضيها.
معاناة إثيوبيا
استكملت حديثها، قائلة: "إن إثيوبيا ما زالت تعاني من تبعات حرب تحرير التجراي التي دامت لسنتين الوضع الاقتصادي الداخلي المتدهور بأثيوبيا ؛ لهذا السبب فإنها ليست جاهزة لخوض حرب ستتسبب لها في خسارة لن يكون محمود عقباها، أما على المستوى الإقليمي فإن المنطقة تدور فيها الأحداث على صفيح ساخن، فهناك حرب في السودان، ونظام مأزوم في إرتيريا، وتوترات داخلية في الصومال، بالإضافة لتعقيدات أمنية وسياسية كبيرة في دولة جنوب السودان، إذن فالمنطقة لن تتحمل صراعا جديدا".
قطع العلاقات
أشارت إلى أن العلاقات الإثيوبية الصومالية قد تصل إلى حد القطيعة إذا لم تتراجع حكومة آبي أحمد عن موقفها، بعد الإجراءات التي اتخذها حسن شيخ محمود، حيث استدعاء السفير الصومالي بأديس أبابا والاجتماعات الاستثنائية التي يعقدها الرئيس مع حكام الولايات الصومالية وأعضاء حكومته؛ من أجل الضغط على إثيوبيا للتراجع عن الاتفاق مع أرض الصومال.
دعم خارجي
واختتمت الباحثة في الشؤون الإثيوبية، أن أديس أبابا ما كان لها أن تتحرك بهذه الجرأة، إذا لم يكن يقف ورائها قوى دولية قد تكون الولايات المتحدة الأمريكية كونها تمتلك أكبر قاعدة عسكرية في جيبوتي، وبالتالي فإن إثيوبيا لن تجرؤ على اتخاذ خطوة تدشين قاعدة بحرية في أرض الصومال دون موافقة أمريكية، بما يتواءم مع المصالح الأمريكية ومستقبلا، وكبح جماح النفوذ الروسي الصيني في المنطقة، أو إسرائيل، أو روسيا التي ربما تحاول استغلال الاضطرابات في البحر الأحمر؛ لإيجاد موطئ قدم لها في هذه المنطقة الحيوية.