حكم استعمال العدسات اللاصقة الملونة.. وهل تبطل الوصوء؟


يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، وفي إطار اهتمامنا بالإجابة على تساؤلات القرَّاء؛ وعليه ردت دار الإفتاء المصرية، على السؤال التالي: ما حكم استعمال العدسات اللاصقة للذكور والإناث لتصحيح الإبصار؟
علمًا بأن هذه العدسات قد تكون ملونة. هل في استعمالها تغرير بالرائي، أو تدخل في تغيير خلق الله، أو إبداء الزينة لغير المحارم؟
حكم لبس العدسات اللاصقة
وأجابت دار الإفتاء، فى فتوى سابقة: لا يوجد مانع من ارتداء المرأة المتزوجة العدسات الملونة تزينا لزوجها، مضيفة أنه يجوز للمرأة أن تلبس العدسات الملونة على سبيل التزين لا بقصد التدليس.
وتابعت: استعمالُ العدساتِ اللاصقةِ بوصفِها المذكور أمرٌ جائزٌ شرعًا؛ لأنَّه لا يَشتمِلُ على:
- التغريرِ بالرَّائي؛ لأنَّ ذلك من قبيلِ الكُحْلِ، وهو من الزينةِ الظاهرةِ المسموحِ بها.
- ولا يشتمل على تغييرِ خلقِ اللهِ؛ لأنَّ ذلك من قبيلِ صبغِ الشَّعر الذي لا يُعَدُّ تغييرًا لخلق الله، إلا أنَّ الفرقَ بين العينين والشعرِ: أنَّ العينين من الوجهِ وهو جائزُ الكشفِ، وأمَّا الشعرُ فيُمْنَعُ كشفُهُ لغيرِ المحارم والزوج، ولكن المشابهةَ إنما هي في عمليةِ التلوينِ التي تُمنَع رؤيتها في الشعر للأجانب ولم تُعَدَّ مع ذلك من تغيير خلقِ الله.
- وبذلك لا يشتمل على الزينة المحرَّمة؛ لما مَرَّ.
هل العدسات اللاصقة تفسد الوضوء
وعلى جانب آخر، وردا على سؤال هل العدسات اللاصقة تفسد الوضوء والطهارة، أوضحت الإفتاء أن العين عضو باطن يقع في الوجه الذي أُمر المكلَّف بغسله على سبيل الفرض في الطهارة الصغرى أو الكبرى بالإجماع، ولذلك رأى بعض الفقهاء أنه يجب غسل العين في الطهارة، وعليه فنزع العدسات عند الطهارة واجب.
واستكملت دار الإفتاء المصرية: «الراجح في مسألة العدسات اللاصقة والوضوء، أن غسل داخل العين في الطهارة لا يشترط، بل ولا يشرع؛ وعليه فإن وجود العدسات داخل العين لا يؤثر في الطهارة الشرعية، سواء كانت العدسات طبية أو للزينة، مستدلة بأنه لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولًا، ولا فعلًا، بأن إدخال الماء في العين، وفيه أيضًا حرج، وقد رفعه الله عنا؛ ولأن غسلها يؤدي إلى الضرر، وقد نُهينا عنه، ولا يبعد وصفه بالتكلف والتنطع، وكلاهما مذموم شرعًا».