الولايات المتحدة تحتاج إلى مهاجرين في السنوات المقبلة.. لماذا؟ وما علاقة ذلك بحل أزمة الركود؟
مارينا فيكتور مصر 2030بات الاقتصاد الأمريكي يواجه العديد من المشكلات منذ جائحة كوفيد والحرب الأوكرانية، مع ارتفاع معدلات التضخم، ثم مخاوف من دخول البلاد في حالة ركود.
لكن مع ذلك فإن الولايات المتحدة ستكون بحاجة إلى مهاجرين قادمين جدد، وفق تقارير وتصريحات مسؤولين حاليين وسابقين، إذ يشير موقع أكسيوس إلى عاملين يساهمان في هذه الحاجة إلى مهاجرين، على الرغم من الدعوات المتزايدة لتقييد الهجرة.
وبحسب الموقع فإن العاملين هما انخفاض معدلات الخصوبة والتحولات الديموجرافية، التي قال إنها ستؤدي إلى تباطؤ النمو السكاني في السنوات المقبلة.
وتلك التغييرات هي التي تخلق الحاجة إلى الاستمرار في استقبال المهاجرين لتعويض التداعيات الاقتصادية التي ستنتج عنها.
وفي مارس الماضي، توقعت دراسة جديدة نشرت في "مجلة لانسيت" استمرار انخفاض معدلات المواليد بشكل كبير خلال القرن المقبل، حول العالم، وفي غضون 25 عاما فقط، سوف يتراجع عدد السكان بأكثر من ثلثي بلدان العالم.
تغيرات هائلة
وحذر فريق من العلماء الذين يقفون وراء الدراسة من أنه يجب على الحكومات الاستعداد للتغيرات الهائلة في العقود المقبلة، نتيجة لهذه التغيرات في الأنماط السكانية العالمية، حسبما يشير موقع "ساينس أليرت".
ووفقا لبيانات صدرت عن "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التابعة لوزارة الصحة الأميركية، هذا الشهر، فقد انخفض إجمالي عدد الولادات في الولايات المتحدة، عام 2023، حيث وُلد ما يقرب من 3.6 مليون طفل، بانخفاض بنسبة 2 في المئة عن عام 2022.
وقال موقع أكسيوس إن انخفاض عدد الولادات وصل إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من قرن من الزمان.
وفي يناير 2023، وجدت دراسة أشرف عليها وزيران أمريكيان سابقان للخزانة أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى مزيد من البشر، سواء من خلال إنجاب أطفال، أو زيادة عدد المهاجرين.
ويعني النقص في العمالة أن الشركات لن يكون لديها العدد الكافي من العمال، لتلبية الطلب على السلع والخدمات، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
الهجرة
وتعتبر قضية الهجرة من أهم القضايا التي يواجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقبل بضعة أشهر من الانتخابات العامة في نوفمبر، هاجم جمهوريون إدارته بشأن رفع القيود الاستثنائية على الهجرة، بعد انتهاء العمل بإجراء يسمح بترحيل المهاجرين غير الشرعيين فورا.
ويشير أكسيوس إلى أن بعض صناع السياسات يرون أن الهجرة الجماعية في السنوات الأخيرة ساعدت في علاج الخلل في سوق العمل، وهو ما ساعد في خفض التضخم من ذروة ارتفاعه بين عامي 2021 و2022.
وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول، قال أمام طلاب جامعة ستانفورد، هذا الشهر، إن ارتفاع معدلات الهجرة يفسر جزئيًا على الأقل سبب تمكن الاقتصاد من تجنب الركود في العام الماضي.
ويقول أكسيوس إنه ابتداء من عام 2040، سيشكل المهاجرون كل النمو السكاني "ويرجع ذلك جزئيا إلى أن معدلات الخصوبة تظل أقل من المعدل المطلوب لإيجاد جيل يحل محل جيل في غياب الهجرة"، وفق مكتب الميزانية غير الحزبي في الكونجرس.