سيناء في قلوبنا: ملتقى الهناجر الثقافي يفتح أبواب الوعي والتاريخ والتنمية


في أجواء احتفالية بعيد تحرير سيناء، نظّم قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال ملتقى الهناجر الثقافي تحت عنوان "سيناء.. أرض الفيروز والحضارات"، وذلك بمركز الهناجر للفنون، برئاسة الفنان شادي سرور. أدار اللقاء الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد، التي أكدت أن الحديث عن سيناء يحمل قدسية وطنية وتاريخية، فهذه الأرض المباركة كانت ولا تزال مهدًا للأنبياء ومحطة لجميع العصور التاريخية التي مرت بمصر، ما يجعلها تحتل مكانة فريدة في وجدان المصريين.
استهل الأستاذ الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، كلمته بتأكيده أن مصر تمثل "قلب القلب العربي"، وأن سيناء شكلت خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية عبر العصور، نظرًا لموقعها الاستراتيجي الفريد الذي طالما جعلها هدفًا للأطماع.
من جانبه، استعرض اللواء هشام الهناوي أبرز المحطات البطولية في مسيرة الدفاع عن سيناء، بداية من معركة رأس العش وحتى نصر أكتوبر المجيد، مؤكدًا أن شجاعة الجندي المصري في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية بدعم أمريكي كانت ملحمة تدرس، وأن مصر بعد الحرب خاضت معركة تفاوضية لا تقل أهمية لاسترداد كل شبر من أرضها، وصولًا لمواجهة الإرهاب الحديث بثبات.
اللواء محمد الهمشري بدوره تناول أهمية سيناء من منظور تاريخي واستراتيجي، مؤكدًا أنها كانت دائمًا بوابة الأمن القومي لمصر، وسرد محاولات الحركة الصهيونية لتزييف التاريخ ونسب أرض سيناء وفلسطين إلى بني إسرائيل، مشددًا على أن سيناء كانت وما زالت جزءًا لا يتجزأ من مصر منذ فجر التاريخ.
أما الإعلامي حسن هويدي، فأكد أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في ترسيخ الحس الوطني ونقل البطولات من جيل إلى جيل، داعيًا إلى تطوير الخطاب الإعلامي ليواكب فكر الشباب، ويحافظ على الوعي الجمعي، خاصة في ظل انتشار المعلومات المضللة على السوشيال ميديا.
وتناولت الدكتورة أماني فاخر، أستاذة الاقتصاد الدولي، ملف التنمية في سيناء، مشيرة إلى أن الدولة خصصت 600 مليار جنيه منذ عام 2014 لتنفيذ خطة استراتيجية متكاملة لتنميتها، بدأت مرحلتها الأولى حتى عام 2022، وستستمر المرحلة الثانية حتى عام 2028، مؤكدة أن التنمية هناك ليست فقط اقتصادية، بل أمن قومي في المقام الأول.
الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشآفعي أشار إلى الأهمية الاقتصادية والروحية لسيناء، معتبرًا إياها كنزًا ثريًا بالإمكانات الزراعية والبيئية والتعدينية، من الورود والأسماك النادرة إلى المعادن الثمينة، وشدد على أن التنمية في سيناء لا بد أن تكون شاملة: "حجر وشجر وبشر"، وأن "العمران هو السلاح الحقيقي لطرد الثعابين والصهاينة معًا"، على حد تعبيره.
واختتمت الفعالية بباقة من الأغاني الوطنية الخالدة التي قدمتها فرقة "كنوز" بقيادة الفنان القدير محمود درويش، والتي ألهبت مشاعر الحاضرين بأعمال خالدة مثل: "الله أكبر بسم الله"، و"عظيمة يا مصر".