الأمم المتحدة: الشعب السوري يستعيد الأمل رغم تفاقم الأوضاع الإنسانية


أكدت إديم وسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الشعب السوري بدأ يستعيد شيئًا من الأمل بعد سنوات طويلة من المعاناة، رغم استمرار الاحتياجات الإنسانية الهائلة في البلاد.
وفي تصريحات نقلها مركز إعلام الأمم المتحدة، أوضحت وسورنو أن نحو 16.5 مليون شخص في سوريا لا يزالون بحاجة إلى المساعدة والحماية، مشيرة إلى أن تحركات السكان والنزوح لا تزال قائمة، رغم تراجع حدة الأعمال العدائية.
ولفتت إلى وجود "اتجاه مشجع" يتمثل في عودة اللاجئين والنازحين منذ ديسمبر 2024، حيث عاد أكثر من مليون نازح داخلي إلى مناطقهم الأصلية، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون لاجئ عادوا من دول الجوار، مؤكدة أن العمليات الإنسانية مستمرة رغم التحديات، وتصل إلى نحو 2.4 مليون شخص شهريًا، سواء داخل البلاد أو عبر الحدود.
وأعربت وسورنو عن أملها في أن تسهم القرارات الأخيرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا في تسهيل جهود الإغاثة والتعافي وإعادة الإعمار.
من جانبه، حذر ألطاف موساني، مدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، خلال زيارته لسوريا، من المخاطر الكبيرة التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب، مشيرًا إلى تسجيل ما لا يقل عن 909 إصابات نتيجة هذه المخلفات، بينها نحو 400 وفاة و500 إصابة، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أشار موساني إلى تسجيل أكثر من 1444 حالة إصابة بالكوليرا و7 وفيات، لافتًا إلى انتشار المرض في اللاذقية وحلب، لا سيما حول مخيمات النازحين، محذرًا من أن الكوليرا "عندما تنتشر في المخيمات، تكون كالنار في الهشيم".
وأكد أن نصف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم لا يتلقون العلاج، مشددًا على ضرورة التدخل السريع لإنقاذهم، كما أبدى قلقه من توقف نحو 50% من مستشفيات الولادة في شمال غرب سوريا بسبب نقص التمويل العالمي، وهو ما يهدد حياة الأمهات والأطفال في المنطقة.