القصة الكاملة لصدام إيلون ماسك وترامب


في مشهد غير معتاد يجمع بين السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، تحولت العلاقة بين رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من تحالف وثيق إلى صدام علني غير مسبوق. صراع تتسارع أحداثه على العلن، عبر المنصات الرقمية ووسائل الإعلام، ليتحوّل إلى قضية رأي عام لها تبعات تمس واشنطن و"وول ستريت" وحتى "وادي السيليكون".
من الصداقة إلى الخصومة
كان ماسك داعمًا قويًا لترامب، بل وعمل إلى جانبه خلال فترة رئاسته، لكن في يوم واحد انقلب المشهد رأسًا على عقب، حيث بدأ الطرفان في تبادل الإهانات والاتهامات على منصاتهم الخاصة: "إكس" لماسك و"تروث سوشيال" لترامب.
سبب الانفجار: قانون مثير للجدل
أصل الخلاف كان رفض ماسك لمشروع قانون اقتصادي اقترحه ترامب، وهاجمه علنًا واصفًا إياه بـ"المثير للاشمئزاز" بسبب ما يحمله من إنفاق مفرط وزيادة في الدين القومي. ماسك حث الأمريكيين على التواصل مع ممثليهم لرفض المشروع، مما أثار استياء ترامب.
رد ترامب: "خيانة غير مبررة"
ترامب لم يتأخر في الرد، مشيرًا إلى أنه دعم ماسك وساعده في مشاريعه، وأن ماسك انقلب عليه فقط عندما لم يتضمن القانون دعمًا كافيًا للسيارات الكهربائية، التي تمثل عصب نشاط شركة تيسلا.
ماسك يرد ويتهم بالخداع
ماسك من جانبه دافع عن موقفه، مؤكدًا أنه لم ير مشروع القانون قبل تمريره، وأنه لا يسعى لمصالح شخصية، بل يحتج على ما وصفه بالتمييز ضد مصادر الطاقة النظيفة لصالح النفط والغاز.
ادعاء صادم: "أنا سبب فوز ترامب"
في تصعيد جديد، ادّعى ماسك أنه كان أحد أسباب فوز ترامب في الانتخابات، بعد أن أنفق مئات الملايين لدعم حملاته وحملات الجمهوريين، واصفًا ترامب بالجحود ونكران الجميل.
قنبلة إبستين
لم يتوقف ماسك عند هذا الحد، بل نشر تغريدة مثيرة مفادها أن اسم ترامب ورد في ملفات القضية الشهيرة الخاصة بجيفري إبستين، المتهم بجرائم جنسية. تغريدة من دون دليل أثارت جدلًا واسعًا، واضطر البيت الأبيض للرد عليها بوصفها "مؤسفة".
ترامب يهدد بالمواجهة الاقتصادية
ترامب لم يتأخر في التهديد، ملمحًا إلى إمكانية سحب العقود الحكومية من شركات ماسك، وهو ما أدى إلى انخفاض حاد في أسهم شركة تيسلا بنسبة وصلت إلى 18%.
توتر يؤثر على قرارات الشركات
الضغط السياسي دفع ماسك للتهديد بتفكيك مركبة "دراجون" الفضائية التابعة لـ"سبيس إكس"، التي تعتمد عليها وكالة "ناسا"، قبل أن يتراجع لاحقًا عن قراره بعد موجة انتقادات واسعة.
دعوة إلى تأسيس حزب جديد
في خطوة تشير إلى شرخ عميق داخل اليمين الأمريكي، طرح ماسك فكرة تأسيس حزب سياسي يمثل "الأغلبية الصامتة" من الطبقة الوسطى، كما دعم منشورات تنادي بعزل ترامب واستبداله بنائبه.
تداعيات اقتصادية وسياسية واسعة
لم يقتصر الصدام على الألفاظ والتصريحات، بل خلّف هزات واضحة في سوق المال، أثارت مخاوف المستثمرين في تيسلا ومجتمع الأعمال عمومًا، إلى جانب توتر داخلي في الحزب الجمهوري، وطرح أسئلة صعبة حول حدود تأثير المليارديرات في السياسة الأمريكية.