فلسطين تطالب بتحرك عربي عاجل لوقف استخدام الجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني

دعت دولة فلسطين إلى تحرك عربي سريع لوقف استخدام الجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن حماية العائلات الفلسطينية من الانهيار أصبحت أولوية وطنية ملحة في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة.

جاء ذلك في كلمة وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، سماح حمد، في الاجتماع العربي الإقليمي التحضيري للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، الذي عُقد في العاصمة التونسية بتنظيم من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وقالت الوزيرة الفلسطينية إن آلاف العائلات تُركت لمواجهة الجوع بمفردها، في ظل عدوان مستمر وحصار خانق وانهيار شبه كامل للمقومات الأساسية للحياة. وأضافت أن "عشرات الأطفال فقدوا حياتهم بسبب الجوع والبرد في الأشهر الأخيرة، في مشهد غير قابل للتصديق أو السكوت عنه"، معتبرة أن ما يجري في غزة هو "استخدام متعمد للجوع كسلاح بهدف كسر إرادة الشعب ودفعه نحو الهجرة أو الاستسلام". وأكدت أن الأطفال في غزة يُجبرون على النوم في ظروف قصف مستمر، ويُحرَمون من الغذاء والماء والدواء، في وقت تُمنع فيه شاحنات المساعدات من دخول القطاع رغم قربها من الحدود.

وأشارت الوزيرة إلى جهود الحكومة الفلسطينية لمواجهة الكارثة الإنسانية، موضحة أنه رغم شح الموارد وتعقيد الأوضاع، تم تسجيل أكثر من 350 ألف أسرة ضمن السجل الوطني الاجتماعي، كما تم تقديم مساعدات نقدية طارئة عبر المحافظ الرقمية في عام 2024. كما أكدت الحكومة سعيها لتأمين تمويل إضافي لعام 2025، إضافة إلى إطلاق برنامج كفالة الأيتام الذي يستفيد منه أكثر من 46 ألف طفل، واستئناف برنامج التحويلات النقدية في الضفة الغربية وتحويله إلى نظام شهري يشمل أكثر من 31 ألف أسرة، بما في ذلك الأسر الأشد فقرًا وذوي الإعاقة.

وتطرقت الوزيرة أيضًا إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الضفة الغربية، حيث تشهد تصعيدًا ميدانيًا، ازديادًا في أعداد النازحين، وقيودًا على إدخال المساعدات، بالإضافة إلى احتجاز الاحتلال لأموال المقاصة، مما يمثل محاولة ممنهجة لتجفيف الموارد وتعطيل قدرة الدولة على الاستجابة لاحتياجات شعبها.