برنامج توعوي تدريبي بجامعة قناة السويس حول وقاية الشباب من خطر المخدرات والسلوكيات السلبية
في إطار الدور المجتمعي والتوعوي لجامعة قناة السويس، نُفذ برنامج تدريبي تثقيفي بعنوان "وقاية الشباب من السلوكيات السلبية والمخدرات" بمقر إدارة تدريب أفراد المجتمع، استهدف توعية الشباب بمخاطر المخدرات وتأثيراتها السلبية على الفرد والمجتمع.
جاء البرنامج تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، وبإشراف عام الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتورة إيناس عبد الله عميد كلية التمريض، وبإشراف تنفيذي الدكتورة منال فاروق وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وحاضرت في البرنامج الدكتورة هنيات شعبان محمد حافظ، مدرس بقسم التمريض النفسي والصحة العقلية بكلية التمريض.
استعرض البرنامج التدريبي المفاهيم الأساسية المتعلقة بخطر الإدمان، بداية من التعريف العلمي والقانوني للمخدرات، وصولًا إلى تحليل الأسباب النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الشباب إلى التعاطي، مشيرًا إلى خطورة المواد المخدرة المصنعة كيميائيًا، والتي تمثل تهديدًا كبيرًا للعقل والجسد، لا سيما مع تزايد انتشارها بين فئة الشباب.
ناقشت المحاضرة الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الإدمان، منها رفقة السوء، وضعف الوازع الديني، والتفكك الأسري، والبطالة، وانتشار المفاهيم المغلوطة عن الرجولة والنجاح.
كما ألقت الضوء على الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر على متعاطي المخدرات، من بينها الاكتئاب، اضطراب النوم، اضطراب المزاج، فقدان التركيز، وإهمال النظافة الشخصية.
وسلطت المحاضرة الضوء على التأثير المدمر للمخدرات على النواحي الدينية، حيث تتسبب في تغييب العقل والوعي والابتعاد عن العبادات، وكذلك آثارها الاجتماعية الخطيرة التي تؤدي إلى انهيار الأسرة وارتفاع نسب الطلاق وتشرد الأبناء، فضلًا عن آثارها الاقتصادية نتيجة انخفاض إنتاجية الفرد وتدهور وضعه المالي، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد القومي.
كما تناولت الجلسة الأبعاد الصحية والنفسية لتعاطي المخدرات، وأشارت إلى ما تسببه من أضرار بالغة على الجهاز العصبي، والكبد، والعين، وصولًا إلى احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان.
أما الآثار الأمنية، فتمثلت في ارتفاع معدلات الجريمة والعنف والانتحار، الأمر الذي يفرض تحديات كبيرة على أجهزة الأمن في مواجهة انتشار هذه الظاهرة.
وأكدت الدكتورة هنيات شعبان أن الوقاية تمثل السلاح الأول في مواجهة هذه الآفة، موضحة دور الأسرة في غرس القيم، وتنمية الوازع الديني، والمتابعة المستمرة، واحتواء الأبناء والاستماع إليهم، إلى جانب أهمية المدرسة في تعزيز قيم الرفض والتوعية، وضرورة توجيه وسائل الإعلام لنشر رسائل إيجابية بناءة.
وشددت على دور المسجد في تحصين النفوس، وتقوية صلة الفرد بالله، وتبيان خطورة تعاطي المخدرات من منظور ديني.
واختُتم البرنامج بمجموعة من التوصيات الموجهة إلى الشباب، من أبرزها: ضرورة ملء أوقات الفراغ بأنشطة نافعة، ممارسة الرياضة، الاهتمام بالهوايات، الابتعاد عن رفقاء السوء، التفكير في العواقب الوخيمة للتجربة الأولى، وزرع الثقة بالنفس، مع التأكيد على أهمية الحوار الأسري ودور الوالدين في تقديم الدعم العاطفي والتربوي للأبناء.
نظم للبرنامج التدريبي إدارة تدريب أفراد المجتمع بالإدارة العامة للمشروعات البيئة بإشراف المهندسة وفاء إمام مدير عام الإدارة ، والأستاذ أحمد رمضان مدير إدارة التدريب.
ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود جامعة قناة السويس لتعزيز وعي الشباب، وبناء قدراتهم النفسية والاجتماعية، ومواجهة التحديات المعاصرة التي تهدد استقرارهم وسلامة المجتمع ككل.
