محمد حمودة: فرط الحركة مرض وليس تربية خطأ وشقاوة


قال الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن كثير من أولياء الأمور والمعلمين بيخلطوا بين الشقاوة الطبيعية للأطفال وبين اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، رغم أن الفرق بين الاتنين كبير جدًا، وله أبعاد طبية وتشخيصية واضحة.
وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "زمان كنا لما نشوف طفل بيتنطط أو مش بيركز في الفصل نقول عليه شقي، ما يحبش الدراسة، لعبي، وما حدش كان يتخيل إن ده ممكن يكون مرض محتاج تدخل، مع إن أول تشخيص لحالة فرط الحركة كان من الخمسينات، وكان في البداية بيتوصف كفرط حركة بس، وبعد كده تميزت حالاته بين نقص الانتباه لوحده، أو فرط الحركة، أو الاتنين مع بعض."
وأوضح أن الاضطراب اسمه الكامل حاليًا – حسب التصنيف الأمريكي DSM-5 – هو "اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة"، مؤكدًا أن الكلمة الأدق مش "تشتت"، لكن "نقص"، لأن المشكلة هنا في الأساس بيولوجية، بسبب خلل في النواقل العصبية بالمخ، ومش مجرد طاقة زايدة أو سوء تربية.
وأشار إلى أن اضطراب ADHD له ثلاث صور وهي إما نقص انتباه فقط، أو فرط حركة فقط، أو الاثنين مع بعض بدرجات متفاوتة، موضحا: "في أطفال فعلاً بيبقوا مش قادرين يقعدوا على الكرسي، طول الوقت بيتحركوا كأنهم بيشتغلوا بموتور، وده مش معناه إننا نوديه النادي أو نلعبه رياضة ونفتكر إن المشكلة هتتحل، لأن الطاقة مش بتخلص. الأم بتشتكي وتقول: دخلناه خمس رياضات ولسه برضو مش بيهدى، وده طبيعي، لأن السبب مش سلوكي، ده سبب عضوي في المخ."
وأوضح: "فرط الحركة مش لازم يكون جامد جدًا عشان الطفل يتشخص، فيه درجات: بسيطة، ومتوسطة، وشديدة، اللي عنده درجة بسيطة أو متوسطة بيبان إنه بيتحرك كتير، لكن الحركة مش مزعجة جدًا، بس ما بيقعدش، ما يقدرش يثبت، وكأن جسمه مش بيفصل، الأم والأب يفتكروا إنه محتاج يلعب أكتر، لكن في الحقيقة هو محتاج تدخل طبي متخصص."
وأردف: "المرض مش نادر، بل منتشر بشكل كبير، فنسبة انتشار ADHD بتوصل لـ8% من أطفال المدارس، وبعض الإحصائيات الحديثة بتقول النسبة وصلت لـ16%، وده معناه إنه في كل فصل دراسي فيه تقريبًا 4 أطفال بيعانوا من الاضطراب ده، وغالبًا بيتوصموا إنهم "شقيانين" أو "مش مؤدبين"، وهما في الحقيقة مرضى محتاجين رعاية وفهم".
وتابع: "الأطفال دول مش مؤذيين ولا متعمدين يخربوا، بالعكس، هم بيعانوا، والمجتمع لازم يبدأ يفرق بين الشقاوة الطبيعية وبين اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، لأنه مرض زيه زي السكر أو الربو، محتاج علاج وفهم وتقبل".
https://www.youtube.com/watch?v=8h9GEC6OmHU