تفاصيل مثيرة حول الوجه الإخواني في جيش الاحتلال

في خضم الوقفات الاحتجاجية التي نُظمت أمام السفارة المصرية في تل أبيب، بمشاركة عدد من المنتمين لجماعة الإخوان، برزت مفاجأة أثارت جدلًا واسعًا، تمثلت في ظهور "كابتن إيلا واوية"، نائبة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تبين لاحقًا أنها تنحدر من عائلة ذات صلات وثيقة بالجماعة.

الوقفات، التي وُصفت بأنها محاولة لتشويه دور مصر في القضية الفلسطينية، شهدت ظهور وجوه مألوفة، من بينها والدا إيلا، اللذان التُقطت لهما صور في محيط الفعالية، لتنكشف لاحقًا علاقتهما بالضابطة المسلمة التي ظهرت مرارًا عبر مقاطع مصورة، تخاطب فيها الجمهور العربي بلغة عربية سليمة، مهاجمة الرواية الفلسطينية ومدافعة عن السياسات العسكرية الإسرائيلية.

خلفية شخصية ومهنية مثيرة للجدل

ولدت إيلا في 16 أكتوبر 1989 بمدينة قلنسوة داخل الخط الأخضر، لعائلة مسلمة. وعلى الرغم من محاولاتها المتكررة لإخفاء هوية والدها وتفاصيل عائلتها، إلا أن ظهور والديها أعاد تسليط الضوء على خلفيتها الاجتماعية والسياسية، خاصة مع تداول معلومات عن انتمائهم لجماعة الإخوان.

بدأت إيلا خدمتها في جيش الاحتلال عام 2013، عقب مشاركتها في ندوة حضرها العميد يواف مردخاي، بينما كانت قد أدت قبلها خدمة وطنية في مستشفى "مائير" بكفار سابا عام 2011. ومنذ ذلك الحين، تدرجت في الرتب العسكرية حتى أصبحت أول امرأة عربية تُمنح رتبة "رائد" في الجيش الإسرائيلي عام 2021، وتشغل حاليًا منصب نائبة المتحدث باسم الجيش، وتشرف على المحتوى الإعلامي الموجه للعالم العربي عبر وسائل التواصل.

الوجه العربي للحملات العسكرية الإسرائيلية

انضمت إيلا إلى وحدة الإعلام الناطقة بالعربية تحت إشراف العقيد أفيخاي أدرعي، وشاركت في حملات عسكرية عدة على قطاع غزة، منها "الجرف الصامد"، و"الحزام الأسود"، و"السيوف الحديدية". وتترأس فريقًا إعلاميًا يتولى صياغة الرسائل الدعائية الموجهة إلى الجمهور العربي، وتركز في ظهورها على مخاطبة النساء الفلسطينيات، مكررة انتقاداتها لحركة حماس ولسياسات قطاع غزة.

صورة أشعلت الجدل

أحد أبرز مشاهد الجدل كان خلال مناسبة رسمية ظهرت فيها إيلا تحتضن والدتها على منصة الاحتفال. الصورة، التي انتشرت بشكل واسع، أظهرت الأم مرتدية الحجاب وتبدو عليها ملامح الانتماء لتيارات إسلامية معروفة. هذا الظهور دفع بعض الناشطين للربط بين العائلة وجماعة الإخوان، وسط تساؤلات عن طبيعة الانتماءات الفكرية وتأثيرها على خيارات أبناء الجالية العربية في إسرائيل.