الدكتور أسامة فخري الجندي: النبي ﷺ أسس للاستقرار في المدينة بإدراك الواقع وتوحيد الصفوف


أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدّم نموذجًا فريدًا في صناعة الاستقرار عند دخوله المدينة، من خلال ما يُعرف برفع الواقع وإدراكه، وهو منهج يُعلّمنا أن نقرأ أحوال الناس والمجتمعات قبل أي خطوة إصلاحية.
وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن المدينة وقتها كانت تضم أصحاب الأرض الأصليين من قبيلتي الأوس والخزرج، وكانت بينهما خصومات ومعارك طويلة، فكانت أولى خطوات النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي على هذا النزاع ويُعيد اللحمة والصلح بين الطرفين. وأول كلمة نطق بها النبي عند دخوله المدينة كانت: "يا أيها الناس أفشوا السلام"، وهي دعوة إلى السلم والتعايش، وركيزة من ركائز الاستقرار.
وأشار الجندي إلى أن فلسفة النبوة كانت تقوم على السلام، فصنع النبي صلى الله عليه وسلم وعيًا مجتمعيًا بقيمة السلم، ثم حوّل هذا الوعي إلى خطة تطبيقية تُترجم إلى واقع.
وبيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوقف عند إصلاح العلاقة بين الأوس والخزرج، بل نظر إلى الفئة الأخرى من المجتمع، وهم المهاجرون الذين تركوا أموالهم وديارهم، فقام بعمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ليوجد بيئة قائمة على التكافل والتراحم والدعم المتبادل.
وشدد الجندي على أن هذا النهج النبوي يبيّن أن السلام هو بداية الاستقرار، والاستقرار هو أرضية البناء والتنمية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالكلام، بل طبّق رؤيته على أرض الواقع، فصنع بذلك مجتمعًا متماسكًا تصلح به الحياة، وتُبنى عليه حضارة.
https://youtu.be/OA3arHXG_rI?si=i1gq1HEzF3MaSkXM