ملتقى الفيوم للرسوم المتحركة يواصل فعالياته بزيارة معالم قرية تونس

استقبلت قرية تونس بمحافظة الفيوم، الفنانين التشكيليين المشاركين بملتقى الرسوم المتحركة الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، والمقام حتى 23 أغسطس الحالي، في إطار برامج وزارة الثقافة لدعم وإثراء الحركة الفنية بالمحافظات.

بدأت فعاليات اليوم الثالث بجولة داخل القرية التي اشتهرت بصناعة الفخار، منذ زيارة الفنانة السويسرية إيفيلين بيوريه، التي أسست أول مدرسة لتعليم أبناء القرية صناعة الفخار والخزف، فتحولت القرية مع مرور الوقت إلى مركز للحرف اليدوية، ومزار سياحي يقصده الزوار من داخل مصر وخارجها.

كما تضمنت الجولة زيارة إلى متحف الكاريكاتير، الذي أسسه الفنان المصري محمد عبلة، وافتتح عام 2009، ويضم مجموعته الخاصة الممتدة لأكثر من 40 سنة من أعمال الكاريكاتير الأصلية، والتي تزيد على 500 عمل أصلي، أهداه إلى روح صديقه الراحل زهدي العدوي، الذي كان يحلم برؤية متحف مصري للكاريكاتير.

وعن تجربته خلال الفعاليات، أشاد الفنان أحمد الصباح، بفكرة الملتقى التي تجمع بين 11 فنانا متميزا في مجال الرسوم المتحركة، وأضاف أن اختيار الفيوم جاء موفقا نظرا للتنوع البيئي، فزيارة قرية تونس ووادي الحيتان يشكلان مصدرا للإلهام لتقديم أعمال فنية تحكي قصص المكان.

وعن أعماله قال: قدمت عدة أعمال منها مسلسل بعنوان "الأزهر"، يحكي تاريخ الأزهر منذ النشأة، مرورا بالعصر الفاطمي، ثم المماليك البحرية والمماليك البرجية، والعصر العثماني، وصولا إلى فترة الحملة الفرنسية، ونفذ بتقنية الـ3D، والـMotion Capture لعمل لقطات لحركات الجسد.
كما قدمت مسلسلات أخرى منها "عبد الرحمن وأحلام"، "مكتوب والأصدقاء"، وأيضا "سعد وحسون"، و"أفلا يعقلون" وتم عرضهما في المملكة العربية السعودية.

من ناحيته، أوضح الفنان خالد شاهين أنه شارك في مسلسل "بكار" الشهير، وقدم أفلاما ومسلسلات لعدد من القنوات الفضائية بينها "قصص الإنسان" و"قصص الحيوان"، وفيلم "سقا وسقا"، الذي شارك في مهرجانات عدة وحقق نجاحا كبيرا عند عرضه في دول مختلفة.

وعن الملتقى، أشار إلى أهميته كمنصة لتبادل الخبرات والتدريب على أحدث تقنيات الرسوم المتحركة، وأعرب عن امتنانه بوجوده بين قامات فنية كبيرة، سبق أن تعاون معهم في مشروعات متنوعة، مؤكدا أن اختيار مدينة الفيوم يعكس قيمة الهوية المصرية، لما تضمه من شواهد أثرية وحضارية، مثل وجوه الفيوم التي رسمت على بورتريهات من العصر الروماني، وتحمل طابعا فنيا مميزا.

ملتقى الفيوم للرسوم المتحركة ينفذ بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، من خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية، برئاسة الفنانة ڨيڨيان البتانوني، بالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة الفيوم.

القوميسير العام للملتقى الفنان الدكتور محمد ربيع، ويشارك به الفنانون: أحمد محمود، أحمد حسن، أحمد الصباح، محمد دندراوي، مصطفى البنا، مصطفى صوفي، مصطفى السواح، إبراهيم سعد، إبراهيم طاهر، وخالد شاهين، بالإضافة إلى ولاء فرج مشرف الفوج.

ويضم برنامج الملتقى العديد من الزيارات والجولات لأبرز معالم الفيوم وأماكنها الحيوية، للتعرف على أهلها وعاداتهم، بما يُلهم الفنانين المشاركين في تصميم شخصيات وأبطال حكاياتهم. ويأتي الملتقى في إطار استراتيجية الهيئة العامة لقصور الثقافة لدعم الفنون التشكيلية، وتطوير مجال الرسوم المتحركة، وإبراز أهميته كونه مجالًا واسع الانتشار على مستوى العالم، ويتطلب دعمًا للإنتاج والتمويل في مصر.

وتختتم الفعاليات بإنتاج أحد عشر فيلم رسوم متحركة قصير، يعكس كل منها إلهامات الفنانين المستمدة من بصمة المكان وثرائه الثقافي والتاريخي العريق في مدينة الفيوم.