الشيخ خالد الجندي: أبو هريرة كان أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية


قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه كان من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى، وهو مسند الصحابة بلا نزاع، حيث روى أكثر من ٥٣٠٠ حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن بعض الأحاديث رواها أبو هريرة مباشرة عن النبي، وبعضها سمعه من كبار الصحابة مثل أبي بكر وعمر وأبي بن كعب رضي الله عنهم، مشيراً إلى أن الإمام البخاري روى في صحيحه أن أبا هريرة قال: «ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب».
وأشار الجندي إلى أن سرّ حفظ أبي هريرة وقوة ذاكرته أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بالحفظ، حتى صار من أحفظ الصحابة وأكثرهم ملازمة للنبي، فقد كان لا يملك أرضاً ولا تجارة، وكانت يده مع يد النبي يدور معه حيث دار حتى وفاته، وهو ما جعله ينقل للأمة هذا الكم الكبير من الأحاديث.
وأضاف الجندي أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على أبي هريرة لحرصه على الحديث، مستشهداً بما رواه البخاري عن أبي هريرة حين قال: «قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال النبي: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد قبلك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه».
وأكد الجندي أن كبار الصحابة رضي الله عنهم كانوا يثنون على أبي هريرة لحفظه وملازمته للنبي ليل نهار، حتى قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «يا أبا هريرة، كنت ألزمنا لرسول الله، وأعلمنا بحديثه». كما قال طلحة بن عبد الله: «لا أشك أن أبا هريرة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع»، لأنه كان دائم الصحبة لرسول الله في الوقت الذي كان فيه الصحابة الآخرون منشغلين بأعمالهم وتجارتهم.
https://youtu.be/nJ2V7lvEJiE?si=RecCiWDZz9PCk9F8