17 سبتمبر 2025 01:45 23 ربيع أول 1447
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
الأخبار دين وفتاوى

في ذكرى المولد النبوي.. الجامع الأزهر يواصل أمسياته الروحية: «النبي ﷺ والمحافظة على المال»

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر


في إطار احتفاء الجامع الأزهر الشريف بذكرى المولد النبوي الشريف، وتحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ. د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واصل الجامع عقد أمسياته الدينية، حيث أقام اليوم الثلاثاء أمسية جديدة تحت عنوان: «النبي صلى الله عليه وسلم والمحافظة على المال»، حاضر فيها فضيلة أ. د/السيد بلاط، أستاذ التاريخ والحضارة ورئيس القسم السابق بكلية اللغة العربية بالقاهرة، وقدمها الدكتور محمد مصطفى يحي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.

قال فضيلة الدكتور السيد بلاط، إن شكر المولى سبحانه وتعالى هو أساس بركة النعم والحفاظ عليها، لهذا يقول الحق تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، وهذه الآية تعد وعدًا إلهيا بزيادة الخيرات لمن يعترف بفضل الله ويشكره على عطائه، وتحذيرًا من عاقبة الجحود التي قد تكون في صورة سلب النعم أو عدم الاستمتاع بها، وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "إنّ الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها"، وهو ما يبرز أهمية الشكر كوسيلة للحفاظ على النعم، وقد ضرب القرآن الكريم لنا مثلاً حياً لعاقبة كفران النعم في قوله: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"، مؤكدًا أن الشكر ليس فقط باباً للزيادة، بل هو أيضاً درع واق من زوال النعم وحلول العذاب.

وأوضح فضيلة الدكتور السيد بلاط، أن تحري الحلال في الكسب ليس مجرد وصية دينية، بل هو أساس للحفاظ على المال وزيادة بركته، حتى لو كان قليلاً، وهو كذلك سبب في راحة النفس والاطمئنان، ويؤكد القرآن الكريم على هذا المعنى في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"، وهذه الآية الكريمة هي نداء للبشرية جمعاء، وليس للمؤمنين فقط، بأهمية الكسب الحلال، لما للمال الحلال من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، كما ضرب لنا النبي ﷺ أروع الأمثلة العملية في سعيه للرزق الحلال، فقد عمل في مهنة شاقة مثل رعي الغنم، وعندما كبر عمل في التجارة، وذلك بهدف الكسب الحلال، وهو درس عملي للأمة بضرورة العمل والبحث عن الحلال في أي مهنة كانت، فالعبرة ليست في نوع العمل، بل في الكسب الحلال.


وبين فضيلة الدكتور السيد بلاط، أن النبي ﷺ حثنا على أهمية الكسب الحلال لما له من فضل في زيادة المال والحفاظ عليه، فقال ﷺ: " ما أكل أحدٌ طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده"، هو ما يؤكد أن العمل اليدوي الشريف هو من أشرف مصادر الرزق، وعلى النقيض، فإن المال الحرام يمحق ولا يبارك فيه، كما جاء في قوله تعالى: "يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ" فالزيادة الظاهرية للمال الحرام سرعان ما تذهب بركته، وهو ما عبر عنه الإمام الشافعي رحمه الله بقوله: "جمع الحرام على الحلال ليكثره، دخل الحرام على الحلال فبعثره"، ولذلك، يرى العلماء أن العبرة ليست بكثرة المال، بل ببركته، فمن أراد أن ينمي ماله ويحافظ عليه، فعليه بتحري الكسب الحلال، فهو وحده الضمان للبركة والدوام.
وأكد فضيلة الدكتور السيد بلاط، أن إيتاء الزكاة فريضة عظيمة، لكنها لا تقتصر على كونها ركناً من أركان الإسلام فحسب، بل هي مفتاح للبركة في المال والنفس والحياة بأكملها، فالزكاة تطهر المال وتزكيه، كما أنها تطهر نفس المزكي من الشح والبخل، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا". هذا الحديث الشريف يؤكد على أن العطاء في سبيل الله له جزاء عظيم في الدنيا والآخرة، وأن الامتناع عنه يؤدي إلى زوال البركة والخسارة، فبذل جزء من المال في الزكاة هو استثمار مع الله سبحانه وتعالى في الخير.


في ختام الأمسية، قال الدكتور محمد مصطفى يحيى، يعتبر المال في الإسلام أداة لتحقيق السعادة للفرد والمجتمع، وليست غاية في حد ذاتها، ، فإن الله سبحانه وتعالى، الذي يعلم ميل الإنسان الفطري لحب المال كما في قوله تعالى: "وتحبون المال حبًا جمًا""، لذلك ضع ضوابط ومبادئ صارمة لضمان استخدام المال بطريقة تخدم الخير وتجنب الأضرار، تهدف هذه الضوابط إلى حماية النفس من مخاطر الجشع والأنانية، وتوجيهها نحو تحقيق التوازن بين متطلبات الدنيا ونجاة الآخرة، بالتالي، فإن المال يغدو وسيلة للارتقاء بالنفس والعمل الصالح، وليس مجرد وسيلة للإشباع المادي.

ذكرى المولد النبوي الازهر الجامع الأزهر

مواقيت الصلاة

الأربعاء 01:45 صـ
23 ربيع أول 1447 هـ 17 سبتمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:13
الشروق 05:41
الظهر 11:50
العصر 15:19
المغرب 17:59
العشاء 19:17
click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr