الملكة رانيا تطالب بتغيير حاسم لوضع النساء في مناطق النزاع وإنهاء معاناتهن


وجهت الملكة رانيا العبدالله نداءً عاجلاً بضرورة الالتفات إلى الأثر المدمر الذي تتركه الحروب والنزاعات على النساء والفتيات، مشيرة إلى أن المعاناة المستمرة لهؤلاء النساء غالباً ما تحصل على اهتمام أقل من المجتمع الدولي.
جاء ذلك في كلمة ألقتها الملكة رانيا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، يوم الاثنين، خلال اجتماع رفيع المستوى بمناسبة الذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع للنساء، والذي يتزامن مع ذكرى إعلان ومنصة عمل بكين 1995.
ودعت الملكة رانيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة" ضد منتهكي القانون الإنساني الدولي، مؤكدة أن "حقوق النساء يجب أن تُنظر إليها من خلال عدسة إنسانية، لا من خلال المصالح السياسية". وأضافت أن الصمت العالمي حيال معاناة النساء يشير إلى أن بعضهن "يستحقن الدفاع عنهن، بينما لا تستحق أخريات حتى عناء المحاولة"، مشيرة إلى أن هذا الصمت قد بلغ مداه في غزة.
كما أعربت الملكة عن فخرها بالنساء الأردنيات اللاتي يعيشن حياة هادفة ومتمسكات بتطلعاتهن، لكنّها لفتت إلى أن العنف ضد النساء في العالم قد ارتفع إلى أعلى مستوياته في السنوات الأخيرة، ووصفته بأنه "أحد أكبر التحديات المدمرة" التي تواجهها النساء اليوم.
وأكدت الملكة أن القنابل لا تفرق بين ضحاياها، لكن الجراح التي تُحدثها على النساء في مناطق النزاع تتعدى الإصابات الجسدية، فهي تشمل العنف القائم على النوع الاجتماعي، والمخاطر الصحية المتزايدة، والاستغلال، والاعتداء على كرامتهن يوميا.
كما أدانت الملكة التقدم غير المتكافئ الذي حققته النساء في مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى معاناة النساء السودانيات اللاتي لا يجدن ما يأكلن سوى علف الحيوانات، والفتيات الروهينغيات اللاتي يواجهن مصيرًا قاسيًا في مخيمات لا تتلقى تمويلاً كافياً.
وتطرقت الملكة إلى الأثر الكارثي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث تحدثت عن الصحفيات اللواتي اضطررن لتغطية مآسي نزوح أسرهن، وعن عمليات ولادة قيصرية أُجريت تحت ضوء المصابيح اليدوية وبدون تخدير، والأمهات اللواتي شاهدن أطفالهن يموتون جوعًا في ظل انعدام الغذاء وحليب الأطفال.
وأشارت إلى أن "حرب إسرائيل على غزة قلصت من متوسط عمر النساء هناك بما يقارب ثلاثين عامًا"، متسائلة: "ماذا قدمت الوعود العالمية لهن بعد ثلاثين عامًا من إعلان بكين؟"
وفي الختام، أكدت الملكة رانيا على قوة النساء وصمودهن في مناطق النزاع، قائلة: "لا يمكن إنكار صمود النساء اللاتي يتحملن القصف، ولكن هذه القوة لم تأتِ بفضل قرارات صدرت في قاعات مثل هذه، بل جاءت رغماً عنهن".