وزيرة الخارجية البريطانية: المجتمع الدولي على وشك التوصل إلى اتفاق سلام في غزة

قالت إيفيت كوبر، وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة، إن المجتمع الدولي أصبح قريبًا من التوصل إلى اتفاق سلام في غزة، وهو ما قد ينهي أخيرًا عامين من النزاع والأزمة الإنسانية التي أسفرت عن مقتل آلاف الأرواح.

وأضافت كوبر، التي عادت للتو من قمة الأمم المتحدة، أن العالم أصبح مستعدًا لإنهاء الحرب، خاصة بعد أن أشار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى أن اتفاق السلام أصبح "في متناول اليد".

وفي مقابلة حصرية مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، حثت كوبر الحكومة الإسرائيلية على "التراجع فورًا" عن هجومها العسكري المتجدد على غزة. كما أشارت الصحيفة إلى أن كوبر رفضت وصف ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، رغم الضغوط التي تعرضت لها من داخل حزبها، مؤكدة أن هذا الموضوع يخضع للتحقيق القانوني.

واعترفت كوبر بأن الوضع المأساوي على الأرض يجعل الكلمات تبدو "مجوفة"، مؤكدة أن الأولوية الآن هي استغلال هذا الزخم الجديد لتحقيق إنهاء سريع "لآلام ومعاناة" الأطفال الفلسطينيين.

كما أفادت الصحيفة بأن كوبر كانت من بين الوزراء الذين ضغطوا بشكل سري على رئيس الوزراء كير ستارمر للاعتراف بدولة فلسطين. ورغم إدراكها لحجم المعاناة الإنسانية، شددت كوبر على أن مهمتها تكمن في التركيز على إنهاء الحرب.

وأضافت الصحيفة أن ثمة تكهنات تشير إلى دعم البيت الأبيض لخطة يقودها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، لإدارة غزة بشكل مؤقت. إلا أن كوبر رفضت مرتين الإجابة عن سؤال يتعلق بملاءمة بلير لهذه المهمة. ورغم علاقاته الجيدة مع دول الخليج بعد توليه منصب المبعوث الخاص للشرق الأوسط، وعلاقاته مع البيت الأبيض عبر جاريد كوشنر، إلا أن بلير يبقى شخصية مثيرة للجدل بسبب دوره في حرب العراق عام 2003.

وقالت كوبر: "أشعر أن هناك إجماعًا واسعًا حول السلام، وهناك حماس وإصرار كبيران في الأمم المتحدة. أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة يريد فيها العالم إنهاء هذه الحرب". وأضافت: "كانت الخطوة الأولى هي وقف إطلاق النار وإعادة إيصال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الأسرى". ومع ذلك، اعترفت بأن العملية لا تزال هشة وتواجه العديد من التحديات.

وأوضحت: "لا يمكننا تجاهل صعوبة هذه العملية. فمدة الأزمة الطويلة تجعلها أكثر تعقيدًا. لكن لا شك أن هناك إرادة حقيقية لوضع حد لهذه الحرب، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وليس مجرد وقف مؤقت، بالإضافة إلى وضع خطة مستقبلية مناسبة".