غضب شعبي في إيطاليا ودعوات لإلغاء مباراة منتخبها أمام إسرائيل بسبب حرب غزة
شهدت مدينة فلورنسا الإيطالية أمس الجمعة تظاهرات حاشدة بالقرب من مركز تدريب المنتخب الإيطالي لكرة القدم، للمطالبة بإلغاء المباراة المقررة بين إيطاليا وإسرائيل في 14 أكتوبر الجاري بمدينة أوديني، ضمن تصفيات كأس العالم، احتجاجًا على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها بالإيطالية شعارات مناهضة للصهيونية، ورددوا هتافات تندد بمشاركة إسرائيل في المنافسات الدولية رغم الجرائم التي تُرتكب في غزة، حيث قال أحد منظمي الاحتجاج عبر مكبر صوت: "كيف يمكن السماح لدولة ترتكب المجازر بمواصلة اللعب وكأن شيئًا لم يحدث؟"
تزامنت هذه المظاهرات مع إضراب عام شمل مدنًا عدة في أنحاء إيطاليا، دعت إليه كبرى النقابات العمالية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، عقب اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينة "أسطول الصمود" المتجهة نحو غزة واعتقال من كانوا على متنها. الإضراب تسبب في تعطيل حركة القطارات وإلغاء العديد من الرحلات الجوية، إلى جانب إغلاق عدد كبير من المدارس والمؤسسات العامة والخاصة.
ورغم غياب لاعبي المنتخب الإيطالي عن مركز "كوفرتشيانو" أثناء الاحتجاجات، ظل المقر محاطًا بأجواء من الغضب الشعبي، وسط مطالبات متزايدة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بوقف مشاركة إسرائيل في البطولات القارية والدولية.
يُذكر أن رابطة مدربي كرة القدم الإيطالية كانت قد طالبت في أغسطس الماضي كلًّا من الاتحاد الدولي (فيفا) والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل على غرار ما فُرض على روسيا عقب غزو أوكرانيا عام 2022.
ويأتي هذا التصعيد الشعبي في وقت يبحث فيه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إمكانية تجميد عضوية إسرائيل، وسط ضغوط متزايدة من منظمات حقوقية وخبراء قانون دولي يعتبرون السماح لها بالمشاركة "تواطؤًا مع جرائم حرب تُرتكب بحق الفلسطينيين".
ومع اقتراب موعد اللقاء المرتقب، تتصاعد الدعوات لمقاطعة إسرائيل رياضيًا في أوروبا، لتتحول القضية من احتجاجات محدودة إلى حملة ضغط واسعة قد تضع الاتحاد الأوروبي أمام معادلة صعبة بين مبادئ الرياضة ومواقف السياسة.




















