ساناي تاكايتشي.. «المرأة الحديدية» التي تقترب من قيادة اليابان

مع اقترابها من كسر أحد أكثر الحواجز السياسية صلابة في اليابان، تثير ساناي تاكايتشي، السياسية المحافظة المعروفة بلقب "المرأة الحديدية"، جدلاً واسعًا في الأوساط اليابانية، مع ترجيحات بتوليها منصب رئيس الوزراء لتكون أول امرأة في تاريخ البلاد تشغل هذا المنصب.

من الإعلام إلى معترك السياسة

وُلدت ساناي تاكايتشي عام 1961 في مدينة نارا اليابانية، وبدأت مشوارها المهني كمذيعة تلفزيونية قبل أن تجذبها الأضواء السياسية. وفي شبابها، عُرفت بحبها لموسيقى الهيفي ميتال، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى نموذج للسياسية الصلبة بعد أن أعلنت في سن الـ24 أنها تحلم بأن تكون "مارجريت تاتشر اليابان".

دخلت البرلمان منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وتقلدت عددًا من الحقائب الوزارية المهمة، من بينها وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات، ووزارة الأمن الاقتصادي، كما أشرفت على ملف الأمن السيبراني ومبادرة "اليابان الهادئة" لتعزيز القوة الناعمة للبلاد عالميًا.

إرث آبي ونهج «آبينوميكس»

تُعد تاكايتشي من أبرز تلاميذ ونهج رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، إذ تصف نفسها بأنها وريثته السياسية. وتتبنى سياساته الاقتصادية المعروفة باسم "آبينوميكس" القائمة على خفض أسعار الفائدة وزيادة الإنفاق الحكومي لتحفيز النمو ومواجهة تباطؤ الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة.

مواقف مثيرة للجدل

تشتهر تاكايتشي بمواقفها المحافظة الصارمة، فقد عارضت زواج المثليين وهددت في عام 2016 بسحب تراخيص بعض وسائل الإعلام التي اعتبرتها "غير مسؤولة" كما ترفض أي تعديل في قانون الخلافة الإمبراطورية.

لكن في السنوات الأخيرة، حاولت تليين صورتها السياسية، فأبدت دعمها لزيادة تمثيل النساء في الحكومة وإشراكهن في مواقع صنع القرار.

مفترق طرق سياسي

يرى مراقبون أن صعود تاكايتشي يمثل لحظة حاسمة للسياسة اليابانية بين مسارين: إما العودة إلى النهج المحافظ الذي يركز على تعزيز القدرات الدفاعية في مواجهة الصين وكوريا الشمالية، أو الانفتاح على تيار أكثر اعتدالًا يقوده خصومها داخل الحزب.

وتقول ميكو ناكاباياشي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة واسيدا، إن شعبية تاكايتشي تعكس "تعب اليابانيين من الجمود السياسي، وسعيهم إلى رؤية وجه جديد حتى وإن كان مثيرًا للجدل".