دور الأزهر في حرب أكتوبر.. كيف ساند العلماء الجنود برؤى إيمانية ونصائح روحية؟


كان الأزهر الشريف، حاضرا في حرب أكتوبر المجيدة، نزل علمائه إلى الجنود في ساحة القتال، شدوا أزرهم وثبتوا معنوياتهم، ونشروا العزيمة في ميدان الجهاد للمحافظة على تراب الوطن.
من علماء الأزهر المشاركين في الحرب الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر والشيخ محمد الفحام والشيخ الشعراوى والإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل.
الشيخ عبد الحليم محمود استعان في هذا الصدد بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة، وعند لقاء العلماء بأبناء الجيش في شهر رمضان أثناء الحرب أفتى بعض الدعاة للجنود بأنه، نظرا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عونا لهم فى الانتصار على العدو الصهيوني، بيد أن بعض الجنود أجابوا قائلين: «لا نريد أن نفطر إلا في الجنة!».
وقبل حرب أكتوبر، رأي الشيخ عبد الحليم محمود، رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنا إياه بالنصر، ثم لم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيد وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.
كما يعد الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الراحل أول من اقترح منع تصدير البترول للعدو قبل حرب أكتوبر ب6 سنوات، تولي مشيخة الأزهر بقرار جمهوري في 17 من ربيع الأول1384ه/ 26 من يوليه 1964م خلفا للإمام الشيخ محمود شلتوت.
ظل يباشر شئون منصبه خمس سنوات حتي عام 1969م، وهن فيها جسمه فطلب من المسئولين إعفاءه من منصبه فأعفوه ولزم بيته كان للشيخ نشاط ملحوظ في المجال الاجتماعي والسياسي، ظهر ذلك واضحا فيما يلي: حرص على أن يبث في أنجاله حب التضحية والفداء منذ نشأتهم، فاستجابوا له.
خطبة شيخ الأزهر أثناء حرب أكتوبر
وقال الشيخ عبد الحليم محمود، في خطبته من منبر الجامع الأزهر، إن الأزهر كانت تلجأ إليه الأمة المصرية باستمرار عند الأزمات ترجو الله أن ينصر ويوفق ويهدي.
وتابع: من منبر الأزهر الخالد نعلنها باسم علماء الإسلام، حربا مقدسة وجهادا في سبيل الله، ونرسل تحيتنا إلى القائد العام للقوات المسلحة وجنودنا الأبطال الذين حققوا المعجزات ببطولتهم وبسالتهم.
علماء الأزهر على الجبهة
وكان من أبرز هؤلاء العلماء وشيوخ الأزهر الشريف: الشيخ حسن المأمون، والدكتور عبد الحليم محمود، والدكتور محمد الفحام، والشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ محمد زكي إبراهيم.
ومن علماء الأزهر أيضًا من كان في صفوف الجنود يقاتل معهم على الجبهة؛ طلبًا للشهادة في سبيل الله، ودفاعًا عن الدين والوطن، إلى جوار دوره المعنوي الدعوي الفعال؛ كفضيلة الدكتور طه أبو كريشة، وفضيلة الشيخ صلاح نصار، والدكتور محمود مهنا، والدكتور علوي أمين، وغيرهم كثير.
وقرر علماء الأزهر المبيت مع الجنود والقادة على الجبهة لرفع هممهم، وروحهم المعنوية، وجاهزيتهم القتالية بإلقاء الدروس والخطب عليهم، وحثهم على التضحية بكل غال ونفيس من أجل نُصرة الوطن، واسترداد كرامته وأرضه.
وحققت القوات المسلحة المصرية واحدة من أعظم الانتصارات في تاريخ مصر الحديث، خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973م، وانطلق علماء الأزهر لمؤازرة الجنود على الجبهة والتقوا بالضباط والمقاتلين وهم صائمون ورفعوا من روحهم المعنوبة والروحية لرفع الروح القتالية لدى أبطال القوات المسلحة وهم صامدون على الجبهة.