محلل فلسطيني: الورقة المصرية هي السبيل للخروج من المأزق السياسي بعد الحرب
أكد المحلل السياسي الفلسطيني محسن أبو رمضان أن التمسك بالورقة المصرية، التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة، يمثل السبيل الوحيد للخروج من أي مأزق في المرحلة المقبلة، مشددًا على أنها تشكل خارطة طريق واضحة تقوم على رفض التهجير، وتدعو إلى تشكيل لجنة تكنوقراط من الفلسطينيين المستقلين لإدارة المرحلة التالية للحرب، بما يضمن وحدة الأراضي الفلسطينية.
وقال أبو رمضان، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "الصورة" عبر قناة "النهار" إن عبارة الرئيس الأمريكي ترامب بأن "الحرب قد انتهت" تحمل أبعادًا متعددة، موضحًا أن البعد الأول هو انتهاء حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، غير أن هناك أبعادًا أخرى لا تقل أهمية.
وأوضح أن عدم إدخال المساعدات وعدم تسريع إعادة إعمار غزة يعني أن الحرب لم تتوقف فعليًا، مضيفًا أن غياب البنية التحتية والغذاء والمأوى يمثل استمرارًا فعليًا للحرب، ويصب في نهاية المطاف في مصلحة المشروع الإسرائيلي الهادف إلى التهجير القسري لسكان القطاع.
وأشار إلى أن الحرب بمعناها التقليدي من قصف وإبادة جماعية وجرائم حرب قد تكون توقفت بضغط من واشنطن على تل أبيب، لكن هناك أشكالًا أخرى من الحرب ما زالت قائمة، لافتًا إلى أن المعالجة الجذرية تتطلب الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الانسجام مع تسونامي الاعترافات الدولية بدولة فلسطين يشكل خطوة أساسية نحو وقف الحرب وتحقيق الاستقرار، خصوصًا في ظل تحركات داخل الكنيست الإسرائيلي تصف وكالة "الأونروا" بأنها منظمة إرهابية، وتدّعي أن وجود دولة فلسطينية غرب النهر يهدد أمن إسرائيل.
وختم أبو رمضان بالتأكيد على أن الامتحان الحقيقي في المرحلة المقبلة يتمثل في مدى التمسك بالمبادرة المصرية، مشيرًا إلى أنها الإطار العربي الواقعي الذي يمكن أن يفتح الباب أمام حل سياسي شامل، بعيدًا عن المقترحات الإسرائيلية التي تحاول فرض حلول أحادية الجانب.
