السكتة الدماغية.. خطر يهدد الحياة و80% من الحالات يمكن الوقاية منها| تفاصيل

تعد السكتة الدماغية من أخطر المشكلات الصحية التي تهدد حياة الإنسان، فهي من الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة حول العالم، ويصفها الأطباء بـ"القاتل الصامت" نظرا لقدرتها على الحدوث المفاجئ دون سابق إنذار، وغالبا ما تترك آثارا طويلة الأمد على الحركة والكلام والذاكرة.

تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع أو يقل تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى حرمان الخلايا العصبية من الأوكسجين والغذاء، فتبدأ بالموت خلال دقائق قليلة، وتكمن خطورتها في أن التأخر في التعامل معها خلال الدقائق الأولى قد يؤدي إلى تلف دائم في أنسجة المخ.

الأسباب

توضح الدراسات الطبية أن ارتفاع ضغط الدم هو السبب الأكثر شيوعا للسكتة الدماغية، إذ يؤدي إلى ضعف جدران الأوعية الدموية في الدماغ، مما يجعلها عرضة للانفجار أو الانسداد.

كما أن مرض السكري يزيد من فرص الإصابة نتيجة تأثيره السلبي على الأوعية الدموية الصغيرة.

وتشير الدكتورة نرمين فرحات، استشاري التغذية العلاجية بمستشفى زايد التخصصي، التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، إلى أن السمنة المفرطة تلعب دورا كبيرا في زيادة احتمالية السكتة الدماغية بسبب ارتباطها بارتفاع الكوليسترول وتصلب الشرايين.

كما أن التدخين يعد من أكثر العوامل الخطيرة، إذ يضيق الأوعية الدموية ويزيد من لزوجة الدم، ما يعرقل تدفقه الطبيعي إلى الدماغ.

ولا يمكن تجاهل دور قلة النشاط البدني والأنظمة الغذائية غير الصحية التي تعتمد على الدهون المشبعة والوجبات السريعة الغنية بالملح، والتي ترفع ضغط الدم وتزيد العبء على القلب والدماغ.

الأعراض

تظهر أعراض السكتة الدماغية بشكل مفاجئ وغالبا تكون واضحة إذا تم الانتباه إليها مبكرًا، ومن أبرزها: ضعف أو تنميل مفاجئ في أحد جانبي الوجه أو الذراع أو الساق، وغالبًا يكون في جانب واحد من الجسم، بالإضافة إلى صداع حاد ومفاجئ دون سبب واضح، وهو من العلامات الخطيرة للسكتة النزيفية.

وضمن الأعراض صعوبة في الكلام أو الفهم، حيث يشعر المصاب بتلعثم في النطق أو عدم القدرة على التعبير، وفقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، ودوار شديد وفقدان التوازن أو التنسيق الحركي.

أنواع السكتة الدماغية

تنقسم السكتات الدماغية إلى نوعين رئيسيين: السكتة الإقفارية (الانسدادية)، وهي تشكل نحو 85% من الحالات، وتحدث عندما يسد جلطة أو خثرة دموية أحد شرايين الدماغ.

بينما السكتة النزيفية، تنتج عن انفجار أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ، مما يؤدي إلى نزيف داخلي يضغط على خلايا المخ ويدمرها.

ويعد النوع الثاني أكثر خطورة ويتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا، إذ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو الوفاة في وقت قصير.

طرق الوقاية

الوقاية من السكتة الدماغية تبدأ من تصحيح أسلوب الحياة، ويشير الأطباء إلى أن الوقاية ممكنة بنسبة تصل إلى 80% إذا تم الالتزام بعدة خطوات أساسية، وهي المتابعة المنتظمة لضغط الدم ومستوى السكر في الدم، خاصة للأشخاص فوق سن الأربعين، والامتناع التام عن التدخين، إذ يقل خطر الإصابة بالسكتة بنسبة كبيرة بعد الإقلاع عن السجائر خلال عام واحد فقط.

إضافة إلي ممارسة النشاط البدني بانتظام مثل المشي السريع لمدة نصف ساعة يوميا، حيث يحافظ على مرونة الأوعية الدموية ويقلل تراكم الدهون، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفاكهة والأسماك، مع تقليل تناول الملح والدهون المشبعة، والسيطرة على الوزن لتجنب السمنة ومضاعفاتها.

كما يتطلب الحفاظ على الهدوء النفسي وتجنب التوتر الزائد، لأن الانفعالات القوية ترفع ضغط الدم بشكل مفاجئ.

جهود وزارة الصحة في التوعية والعلاج

في إطار مبادرة "100 مليون صحة" التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان، تم إدراج برامج للكشف المبكر عن أمراض القلب وضغط الدم والسكر، باعتبارها عوامل رئيسية للسكتة الدماغية.

كما تعمل الوزارة على تجهيز وحدات علاجية متخصصة في المستشفيات الحكومية لتقديم خدمات طبية عاجلة لمرضى السكتة.

وتسعى الوزارة كذلك إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية الإسعاف السريع للحالات، والتدريب على ملاحظة العلامات التحذيرية مثل تدلي الوجه وضعف أحد الذراعين وصعوبة النطق، وهي إشارات تستدعي التحرك الفوري لإنقاذ المريض.