لقاء تاريخي بين بابا الفاتيكان والرئيس الفلسطيني ودعوات لتقديم دعم لغزة
شهد الفاتيكان لقاءً وُصف بالتاريخي بين بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أول اجتماع رسمي يجمع بينهما، حيث اتفق الجانبان على ضرورة إنهاء الحرب في غزة وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لسكان القطاع.
وأوضح بيان صادر عن الفاتيكان أن اللقاء تناول سبل تعزيز السلام في المنطقة، وتم التأكيد خلاله على أهمية دعم المدنيين في غزة والعمل على إحياء مسار حل الدولتين، مشيرًا إلى مرور عشرة أعوام على توقيع الاتفاق الشامل بين الفاتيكان ودولة فلسطين عام 2015، الذي شكّل خطوة بارزة في اعتراف الفاتيكان الرسمي بفلسطين كدولة مستقلة.
وجرى اللقاء داخل مكتبة الفاتيكان في أجواء وُصفت بالودية والدافئة، وهو الأول بين البابا الجديد، الذي يُعد أول بابا من أصول أمريكية، والرئيس الفلسطيني، بعد مكالمة هاتفية بينهما في يوليو الماضي أعقبت الهجوم الإسرائيلي على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة.
وقبل اللقاء، زار الرئيس عباس كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري للصلاة أمام ضريح البابا الراحل فرنسيس، معبرًا عن امتنانه لما قدمه من دعم للقضية الفلسطينية، قائلاً: "جئت لأتذكر ما فعله من أجل شعبنا، فقد كان صديقًا حقيقيًا."
ومنذ توليه المنصب في مايو الماضي، حافظ البابا ليون الرابع عشر على نهج متزن في تناول القضايا السياسية، لكنه عبّر مرارًا عن رفضه للعنف الدائر في غزة، داعيًا إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن واحترام القانون الإنساني الدولي.
وفي تصريحات سابقة، شدد البابا على ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية بأمان، وحماية أرواح المدنيين، ورفض العقوبات الجماعية أو التهجير القسري، مؤكدًا أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا عبر العدالة والمساواة بين الشعوب.
ويُعد هذا اللقاء امتدادًا للعلاقات الوثيقة التي تجمع القيادة الفلسطينية بالفاتيكان منذ عهد البابا فرنسيس، إذ التقى الجانبان سبع مرات من قبل، وكان آخرها في ديسمبر الماضي. ويُذكر أن البابا الراحل قام عام 2014 بزيارة تاريخية إلى بيت لحم، حيث توقف أمام جدار الفصل الإسرائيلي ووضع يده عليه في مشهد رمزي مؤثر أثار استياء تل أبيب آنذاك.
وفي العام التالي، وصف البابا فرنسيس الرئيس عباس بأنه “ملاك السلام” أثناء تبادل الهدايا بينهما بعد توقيع اتفاق الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وهو الموقف الذي ترك أثرًا عميقًا في العلاقات بين الجانبين.
