لافروف: معاهدة الصداقة الروسية-الصينية تحتفظ بكامل أهميتها وستتطور بعد 2026
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين روسيا والصين، التي تنتهي مدتها في عام 2026، لا تزال تحتفظ بكامل أهميتها ومفعولها.
وقال الوزير لافروف خلال مقابلة له مع وسائل الإعلام الروسية: "أنتم تعلمون أن هذه المعاهدة لا تزال تحتفظ بكامل أهميتها، وليس من قبيل الصدفة أنه عندما انتهت المدة الأولى للعمل بها في عام 2021، وقع الرئيس [الروسي فلاديمير] بوتين ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ في يونيو من ذلك العام، أي قبل نحو شهر من انتهاء مدتها، وثيقة تمدد العمل بها لخمس سنوات أخرى".
وأشار لافروف إلى أنه في البيان الصادر عام 2021 تم التأكيد على أن "المعاهدة تظل سارية المفعول بالكامل، وذات أهمية كاملة، وتستجيب بالكامل لمصالح تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون الشامل بين بلدينا".
وأضاف الوزير: "بصراحة، أعتقد أن هذا التقييم لا يزال صحيحاً حتى اليوم"، مشددا على أن "العلاقات بين روسيا والصين غير مسبوقة في تقاربها وعمقها ومستوى الثقة المتبادلة".
وتابع: "وكما يقول أصدقاؤنا الصينيون، نحن نعمل في جميع مجالات الحياة الدولية كتفا إلى كتف، وظهرا إلى ظهر. وهذه ليست مجرد كلمات".
وأضاف وزير الخارجية الروسي: "لا شك أن الأحداث تتطور بسرعة، وأن التفاعل الاستراتيجي والشراكة المتعددة الجوانب مع جمهورية الصين الشعبية تتعمق وتكتسب أبعادا جديدة ومتنوعة. لذلك اتفقنا مع الزملاء في الوزارات الأخرى على النظر فيما إذا كانت هناك مجالات محددة يمكن استخدامها لإثراء هذه المعاهدة".
وأوضح لافروف أنه "لا تزال غير واضحة حتى الآن الصيغة التي يمكن أن يتم بها ذلك"، قائلا: "قد يتم الأمر عبر اعتماد وثيقة جديدة تؤكد وتطور أحكام هذه المعاهدة. ليس لدينا حاليا قرارات محددة، ولا توجد حاجة فورية إليها، لأن هذه القرارات، كما نقول، ليست مجرد دعم على الورق، بل هي انعكاس لما يجري فعلا في الواقع".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن "روسيا والصين ستقرران بحلول موعد انتهاء المعاهدة عام 2026 كيفية تأكيدها وتثبيتها وتطويرها وتعميقها"، مضيفا: "أؤكد لكم أن تاريخ 16 يوليو 2026 لن يمر دون ملاحظة. أما الطريقة التي سيتم بها تأكيد وتطوير وتعميق تعاوننا مع أصدقائنا الصينيين، فستتولى استنباطها إدارتا الرئيس الروسي ورئيس جمهورية الصين الشعبية، وسيتبع ذلك حتما تقرير على مستوى القيادتين".
يُذكر أن معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين روسيا والصين وقعت في موسكو في 16 يوليو 2001 من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية الصين الشعبية آنذاك جيانغ زيمين، وكانت مدتها الأصلية عشرين عاما، وفي يونيو 2021 تم تمديدها لمدة خمس سنوات إضافية.
