وصايا تبني هوية الأبناء.. أسامة قابيل يكشف سر يزيد البركة في البيوت
قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن وصايا الله تعالى للأبناء تبدأ بأعظم أصل في الدين، وهو توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، كما ورد في قول لقمان لابنه: «يا بُنيّ لا تُشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم».
وأكد خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الاثنين، أن ترسيخ العقيدة السليمة في نفوس الأبناء هو الأساس الذي تُبنى عليه هويتهم، وعلاقتهم بالله عز وجل، ومراقبتهم له في السر والعلن.
وأوضح الدكتور قابيل أن غرس الهوية الإيمانية في الأطفال يجعلهم مرتبطين بالله، فلا يضطر الأب والأم لاحقًا للقلق الدائم بشأن سلوكيات الأبناء، طالما تربَّت قلوبهم على مراقبة الله والثقة به.
وأشار إلى أن كل وصايا القرآن تتجه نحو بناء هوية حقيقية للأبناء، تقوم على الإيمان، والإحسان، ونقاء النية، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات».
وأضاف أن الأعمال التي لا تكون خالصة لله تذهب سريعًا وتزول، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة الرعد: «فأمّا الزَّبَد فيذهب جُفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»، موضحًا أن ما كان لوجه الله يبقى، وما كان بحثًا عن ترند أو شهرة يزول بانتهاء أسبابه.
وأشار الدكتور أسامة قابيل إلى أن الوصايا الإلهية بعد التوحيد تنتقل مباشرة إلى البناء الاجتماعي، وفي مقدّمته برّ الوالدين، كما قال تعالى: «ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن».
وحيّا الدكتور قابيل كل أم حملت ووضعت وربّت وتحمّلت مشقة الولادة والرضاعة، مؤكدًا أن الشريعة عظّمت حق الأم خاصّة، وذكرت ما تتعرض له من تعب ومجاهدة.
وبيّن أن الامتنان والشكر قيمة تربوية محورية يجب غرسها في الأبناء، سواء قال الطفل «شكراً» أو «Thank you» أو بأي لغة، فالمهم أن يتربى على قلب ممتن، لأن الامتنان يصنع الرضا والسعادة ويعلّم الأبناء تقدير النعم مهما صغرت، مستدلًا بقوله تعالى: «لَئِن شكرتم لأزيدنّكم».
وأكد على أن الشكر يزيد الخير والبركة في البيوت، وأن تربية الأبناء على الإيمان الصادق، والشكر، والامتنان، وبرّ الوالدين، هي مفتاح الاستقرار الروحي والاجتماعي للأسرة كلها.




















