أستاذ طب نفسي يفسر سلوكيات المتحرشين بالأطفال وأنواعهم النفسية
أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن المتحرش البيدوفيلي أو المتعشق للأطفال يعاني من رغبة شديدة نحو الأطفال الصغار، حيث يؤدي التعرض للأطفال إلى إفراز المخ لكمية كبيرة من مادة الدوبامين تمنحه شعورًا بالمتعة والانتصار النفسي، بينما نقص السيروتونين يجعله مندفعًا وغير قادر على التفكير في العواقب.
وأوضح الدكتور المهدي، في تصريح له، أن الفص الأمامي من المخ لدى هؤلاء الأفراد يكون ضعيف النشاط، ما يقلل قدرتهم على التحكم والسيطرة على أفعالهم، بالإضافة إلى اضطرابات معرفية وأخلاقية تجعلهم يعتقدون أن الطفل لن يتأذى أو سيستمتع بما يحدث معه، خاصة إذا اقترب منه بإعطاء الهدايا والملاطفة أو احتضانه، خصوصًا في حالة الأطفال الذين يفتقرون إلى اهتمام الوالدين أو الرعاة الأساسيين.
وأشار إلى أن هناك أنواعًا متعددة من المتحرشين، منها: المتحرش التحككي الذي يسعى للتلامس الجسدي مع الطفل، والمتحرش الاستعراضي الذي يكشف أجزاء من جسده أمام الطفل، والمتحرش المضاد للمجتمع الذي ينتهك حقوق الصغار والكبار على حد سواء، بالإضافة إلى المراهق المضطرب الذي يستغل الفرص دون وعي كامل.
ولفت إلى أن هذه الأنماط المرضية تتطلب وعيًا مجتمعيًا وفهمًا طبيًا دقيقًا لتجنب تأثيراتهم السلبية وحماية الأطفال من الاستغلال النفسي والجسدي، مشددًا على أهمية الملاحظة والتدخل المبكر للتقليل من المخاطر.
ولفت الدكتور محمد المهدي، إلى أن العلامات التحذيرية لتحرش الأطفال تختلف بحسب السن، ويجب على الأهالي متابعة أبنائهم بدقة لتفادي أي أذى محتمل.
وأفاد الدكتور المهدي، في تصريح له، بأن الأطفال دون سن الثلاث سنوات قد يظهر عليهم البكاء المستمر بدون سبب، اضطراب النوم، الخوف المبالغ فيه، فقدان الشهية، وتأخر النمو، بالإضافة إلى التعلق المفرط بالوالدين والعودة لمراحل سابقة في التحكم بالإخراج.
وأشار إلى أن الأطفال من سن 3 إلى 9 سنوات قد يظهر عليهم سلوكيات سرية، كلام غير مناسب لسنهم، ميل للتخفي والابتعاد عن الرقابة، اضطرابات في النوم والطعام، وتأثر التحصيل الدراسي، كما قد يبدأون بمشاهدة مواد جنسية غير مناسبة.
ولفت إلى أن الأطفال من سن 9 إلى 12 سنة، فيمكن أن تظهر عليهم علامات مثل الكلام الفاضح، اختفاءات متكررة، ظهور هدايا أو أموال مجهولة المصدر، انخفاض مستوى التحصيل الدراسي، عدوانية، أو سلوكيات غير مناسبة اجتماعيًا، بما في ذلك الانخراط في عادات خاطئة كالاقتباس السيء للبالغين أو التقليد.
وشدد الدكتور المهدي على ضرورة عدم ترك الأطفال وحدهم في أماكن مغلقة أو خالية، ومتابعتهم بشكل مستمر، وعدم السماح لهم بالتواجد مع أشخاص بالغين مهما كانت درجة القرابة، وكذلك الحرص على عدم إرسالهم لمهام خارج المنزل بمفردهم في أماكن قد تنطوي على خطر.
وختم أن المراقبة المستمرة والوعي بأساليب الحماية من التحرش تعد الخطوة الأساسية للحفاظ على سلامة الأطفال نفسيًا وجسديًا، مع ضرورة التواصل الدائم مع المختصين عند ظهور أي علامات مريبة.




















