15 ديسمبر 2025 21:17 24 جمادى آخر 1447
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
العالم الآن

مفتي الأردن: لا تتركوا ساحة الفتوى لأهل الأهواء والتطرف

مفتي الاردن
مفتي الاردن

أكد الدكتور أحمد الحسنات، مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، أن الفتوى مطالبة اليوم بالخروج من إطارها النظري إلى الواقع العملي، والاشتباك المباشر مع قضايا الإنسان وهمومه، في ظل ما يشهده العالم من تراجعٍ خطير في منظومة القيم الإنسانية وامتهان لكرامة الإنسان.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية للإفتاء؛ حيث قال مفتي الأردن: "نجتمع اليوم في هذا الملتقى الذي يضم نخبة من علماء الأمة الإسلامية لنبحث موضوعا هاما يلقي بظلاله على المجتمع الإنساني برمته، يعبر عنه موضوع هذا الملتقى العلمي، وهو الفتوى وقضايا الواقع الإنساني".

وأوضح أن العالم يشهد مرحلة خطيرة من الانحراف القيمي، قائلا: "نعيش اليوم في زمن تراجعت فيه كرامة الإنسان، وأصبح سلعة ممتهنة لكل سائم بيده قوة السيطرة والتحكم في العالم".

وأكد أن الإسلام جاء ليؤسس مبدأ الكرامة الإنسانية الجامعة، مستشهدا بقوله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"؛ مشددا على أن كرامةَ الإنسان مصونة مهما كان دينه أو جنسه أو عرقه أو لونه.

وأشار مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، إلى أن مقاصد الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ الضرورات الإنسانية الكبرى، موضحا: "جاءت مقاصد الشريعة الإسلامية للحفاظ على دين الإنسان، وعلى نفسه وعقله وعرضه وماله".

ولفت النظر إلى أن الواقع المعاصر يشهد انتهاكا صارخا لهذه المقاصد، موضحا أن ما نشاهده اليوم من عدوانٍ وإبادة وتجويعٍ يعاني منه أهلنا في غزة وفلسطين، ومحاولة لإخراجهم من ديارهم بغير وجه حقّ، واحتلالٍ للأرض، وانتهاكٍ للعِرض، واعتداءٍ على المال -لهو دليل على أن البشرية تحتاج إلى مسار يصحح نهجها ويعدل إعوجاجها".

وأكد أن الأمة الإسلامية -بعلمائها ومفتيها- تتحمل مسئولية أخلاقية ودينية تجاه العالم، مضيفا: "إننا كأمة إسلامية ممثلة بعلمائها ومفتيها وقادتها منوط بها مهمة أمانة التكليف عن نبينا ﷺ".

واستشهد بقوله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"، مؤكدا أنه كان لزاما علينا أن يكون لنا الموقف الذي نضعه أمام المجتمع الإنساني، ورسالة الحق والضمير التي نوصلها إلى الناس جميعا.

وتحدث مفتي الأردن عن تجربة دائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدا أنها قدمت نموذجا عمليا في ربط الفتوى بالواقع، مشيرا إلى أن دائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية الهاشمية قامت بتحويلِ الفتوى من إطارها النظري إلى الاشتباك مع الواقع عمليا.

وشدد مفتي المملكة الأردنية الهاشمية على ضرورة ضبط الخطاب الإفتائي، داعيا علماء الأمة إلى تحمل مسئولياتهم، مضيفا: "ندعو اليوم علماء الأمة الإسلامية إلى الاشتباك مع الواقع الإنساني، وإخراج الفتوى من إطارها النظري، وحالتها الفردية، إلى الواقع العملي".

وحذَّر من خطورة الانفلات الإفتائي؛ مؤكدا على ضرورة ألا تُترك ساحة الفتوى لكل من هبَّ ودرَج، ولا أن تُفرغ لأصحاب الأهواء والتطرف، الذين عاثوا في الأرض فسادا وإفسادا.

وأشار إلى أن المؤسسات الدينية الرصينة المنضبطة بالمذاهب الفقهية المعتمدة، ذات المنهج العلمي الأصيل هي الأقدر على حمل هذه المسئولية.

وفي ختام كلمته، أعلن الدكتور أحمد الحسنات عزم بلاده توقيع اتفاقية تعاونٍ مع دار الإفتاء المصرية، قائلا:"نعتزم في هذا الملتقى توقيع اتفاقية تعاون مع دار الإفتاء في جمهورية مصر العربية، في سبيل تكامل الجهود، وتكاتف المنظومة الإفتائية الرصينة".

وأوضح أن هذه الخطوة تأتي لتكون لبنة جديدة في صرح الأمة الإسلامية الراسخ، وسدا في وجه من يحاول تشويه صورة الإسلام؛ داعيا الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها، وأن يوفق القائمين على هذا الملتقى لما فيه خير الإسلام والمسلمين.

مفتي الأردن ساحة الفتوى أهل الأهواء التطرف

مواقيت الصلاة

الإثنين 07:17 مـ
24 جمادى آخر 1447 هـ 15 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:11
الشروق 06:43
الظهر 11:50
العصر 14:38
المغرب 16:57
العشاء 18:20
البنك الزراعى المصرى
banquemisr