منتخب الألقاب يطارد المجد الغائب..لماذا استعصت أمم إفريقيا على منتخب مصر منذ 2010؟
لا يزال حلم التتويج بالبطولة الثامنة في كأس الأمم الإفريقية يراوغ منتخب مصر، رغم التاريخ العريض والإنجازات غير المسبوقة التي صنعت اسم الفراعنة كأكثر المنتخبات تتويجًا باللقب القاري عبر تاريخه.
فمنذ آخر تتويج في نسخة 2010 بأنجولا، لم يتمكن المنتخب المصري من معانقة الكأس مجددًا، لتتحول النجمة الثامنة إلى حلم مؤجل، يبتعد كلما اقتربت منه الجماهير، رغم مرور 15 عامًا شهدت محاولات عديدة، تفاوتت ما بين اقتراب شديد من المجد، وخيبات أمل قاسية انتهت بخروج مبكر.
وبعد التتويج السابع، دخل منتخب مصر مرحلة متقلبة، بدأت بالغياب عن ثلاث نسخ متتالية من البطولة، قبل العودة القوية في نسخة 2017، حين بلغ الفراعنة المباراة النهائية ولامسوا اللقب، إلا أن الحلم توقف عند الوصافة، ليعود الإحباط من جديد ويؤكد أن الطريق نحو النجمة الثامنة لم يعد مفروشًا بالأمجاد وحدها.
وفي النسخ التالية أعوام 2019 و2021 و2023، تكرر المشهد ذاته، نتائج متباينة، خروج من دور الـ16، ومحاولات لم تكتمل، في صورة تعكس الفجوة بين التاريخ الكبير والحاضر المعقد، وبين منتخب اعتاد اعتلاء منصات التتويج، وآخر يعاني من لحظات الحسم.
ورغم أن منتخب مصر بلغ نهائي كأس الأمم الإفريقية 10 مرات في تاريخه، ونجح في التتويج باللقب 7 مرات، إلا أن البطولة في السنوات الأخيرة بدت وكأنها ترفض العودة إلى خزائن الاتحاد المصري، في مفارقة تاريخية لمنتخب يحمل الرقم القياسي في عدد البطولات.
ولم تعد أمم إفريقيا كما كانت في السابق، حيث شهدت الكرة الإفريقية تطورًا كبيرًا على مستوى التنظيم والمنتخبات، واتساعًا واضحًا في دائرة المنافسة، ما جعل التتويج باللقب أكثر صعوبة، ولم يعد التاريخ وحده كافيًا لحسم البطولة أو ترجيح كفة الكبار.
كما تحول الضغط الجماهيري والإعلامي، وثقل اسم منتخب مصر، في كثير من الأحيان من حافز إيجابي إلى عبء نفسي، يلاحق اللاعبين في المباريات الحاسمة، وهو ما ظهر جليًا في أكثر من نسخة، حين غابت الشخصية القادرة على حسم اللحظات الفاصلة.
ومع انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب، يدخل منتخب مصر تحديًا جديدًا في رحلة البحث عن النجمة الثامنة، وسط آمال جماهيرية كبيرة، لكنها هذه المرة ممزوجة بقدر من الواقعية، تدرك أن الكأس «مش عايزة تيجي القاهرة» بسهولة، وأن العودة إلى القمة تحتاج أكثر من تاريخ، وتطلب تركيزًا كاملًا، واستمرارية، وانضباطًا حتى صافرة النهاية.
