الصحة: ارتفاع الإصابات بالفيروسات التنفسية متوقع.. وشدة الأعراض تعود لأسباب بشرية

قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، إن ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية يُعد أمرًا متوقعًا في مثل هذه الفترة من كل عام.

وأضاف، خلال مداخلة ببرنامج «الحياة اليوم» المذاع عبر قناة «الحياة» مساء الاثنين، أن شدة الأعراض الحالية تعود في الأساس إلى أسباب بشرية، وليست مرتبطة بظهور فيروسات جديدة، مشيرًا إلى أن من أبرز هذه الأسباب إهمال الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، والتراجع عن الالتزام بالعادات الصحية الإيجابية مثل التباعد الاجتماعي وتنظيف الأسطح، وهي العادات التي كانت سائدة خلال فترة جائحة كورونا.

وأوضح عبد الغفار أن من أسباب تفاقم حدة الأعراض انخفاض معدلات انتشار الفيروسات التنفسية منذ أواخر عام 2019 وحتى بدايات عام 2024، مقابل زيادة انتشار فيروس كورونا، قائلًا: «من كل 100 حالة التهابات تنفسية، كانت حالة واحدة فقط إنفلونزا أو فيروسًا مخلويًا».

وأشار إلى أن ضعف المناعة المجتمعية تجاه الفيروسات التنفسية، لا سيما الإنفلونزا والفيروس المخلوي، أسهم في زيادة حدة الأعراض، نتيجة إهمال المواطنين الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، والتركيز فقط على لقاح كوفيد-19.

ولفت إلى ارتفاع العبء الفيروسي على الأطفال داخل المدارس بسبب انتشار الفيروس المخلوي، نتيجة عدم اكتسابهم مناعة كافية ضده، موضحًا أن هذا الفيروس كان يصيب الأطفال دون العام الواحد في السابق.

وتطرق المتحدث باسم وزارة الصحة إلى بروتوكولات الوقاية من الفيروسات التنفسية، وعلى رأسها الحصول على لقاح الإنفلونزا، موضحًا أنه لا يمنع الإصابة بنسبة 100%، لكنه يُسهم في تقليل حدة الأعراض بنسبة تزيد على 80%.

وشدد على أهمية بقاء المصابين، خاصة الأطفال، في المنازل حتى انخفاض درجة الحرارة لمدة 24 ساعة على الأقل دون استخدام خافضات الحرارة، مع الالتزام بارتداء الكمامة عند الخروج.

كما نصح بالاكتفاء بالأدوية التي تخفف الأعراض، دون اللجوء إلى المضادات الحيوية، مؤكدًا أنها غير فعّالة في علاج الفيروسات التنفسية.

وقال في هذا السياق: «المضاد الحيوي خطأ، لكن بعض الناس يشعرون بالتحسن لأنهم يتناولون معه مسكنات وخافضات للحرارة، وهو ما يعطي إحساسًا مؤقتًا بالراحة».