قصر عمر بن الخطاب في الجنة.. بشره به النبي ﷺ

الفاروق عمر بن الخطاب، صحابي جليل له قدر عظيم في التاريخ الإسلامي، وسيرة حافلة في نصرة الإسلام والمسلمين، ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن كبار الصحابة وأفضلهم، ومن أفضل القادة في التاريخ الإسلامي، بل وفي تاريخ الأرض؛ فكان الخليفة العادل، الذي أسس التاريخ الهجري، وامتدت دولة الإسلام شرقًا، وغربًا، فعظم شأن الأمة في زمانه، وحصد لقب الفارق عن جداره؛ فهو الذي فرَّق بين الحق والباطل في ولايته، ودحر إمبراطورية الفرس، وغيرها في عدة أشهر، فكان له دور كبير في انتشار الإسلام في كافة ربوع الأرض.

وروي في صحيح الجامع عن أنس بن مالك وجابر بن عبد الله وبريدة ومعاذ بن جبل أن رسول الله ﷺ قال: دخلتُ الجنةَ، فإذا أنا بِقَصرٍ من ذهبٍ، فقلتُ: لِمنْ هذا القصرُ؟ قالُوا: لِشابٍّ من قُريشٍ، فظننتُ أنِّى أنا هو، فقُلتُ: ومَن هو؟ قالُوا: عُمرُ بنُ الخطابِ، فلَولَا ما علِمتُ من غيرتِكَ لَدخلْتُه.

وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: «بيْنما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ قالَ: بيْنَما أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلتُ: لِمَن هذا القَصْرُ؟ فَقالوا: لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا، فَبَكَى عُمَرُ وقالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يا رَسولَ اللَّهِ!

اقرأ أيضًا: «نسألك بنور وجهك الكريم».. دعاء لإزالة الهم ومغفرة الذنوب «فيديو»

شرح الحديث في الدرر السنية

ومن الحديث يتبن أن النبي ﷺ كان يصف الجنة، ويبشر بها بعض أصحابه؛ حثًا لهم على بذل المزيد من الطاعة، والاجتهاد في العبادة لينالوا فضل الله ورحمته، ويحكي الرسول أنه رأى في نومه نفسه في الجنة، ومعلوم لدى كل مسلم أن رؤيا الأنبياء حق، وأنه ﷺ رأى قصرًا وامرأة تتوضأ ويقصد به الطهارة بالماء، لزيادة الوضاءة والحسن، وعند ما سال النبي ﷺ لمن هذا القصر من شدة حسنه، وجماله، قالت الملائكة لعمر بن الخطاب، وأراد النبي ﷺ أن يدخل القصر ليروي لعمر صفة القصر، ولكنه امتنع عن ذلك حتى لا يرى ﷺ الحور العين لعمر ومع علمه أنه شديد الغيرة على نسائه، فولى مدبرًا ورجع عن دخول القصر إكرامًا لعمر رضي الله عنه؛ وعند ما قص النبي رؤياه وهي حق مؤكدة، بكى سيدنا عمر وقال للنبي في مشهد يصف حبه إليه: «أعَلَيكَ أغارُ يا رَسولَ الله!»، والمعنى أنه لا تصدر الغيرة منه تجاه النبي ﷺ فمجرد الظن بالجناب النبوي سوءًا لا يجوز ولا يخطر على عقل أي مسلم.

اقرأ أيضًا: بر الوالدين.. أحب الأعمال إلى الله ووصية الرسول ﷺ