الإفتاء: يجوز استخدام حبوب منع الحيض في رمضان ولكن بشرط

كثيرًا من النساء تكون لديهن رغبة قوية في إتمام صيام شهر رمضان الكريم، إلا إنهن وبسبب الدورة الشهرية لا يتسنى لهن ذلك، مما يدفع بعضهن للجوء لأخذ حبوب ترفع عنها الدم خلال الشهر الفضيل فما حكم ذلك؟.

وكانت دار الإفتاء المصرية، أوضحت في فتوى لها حكم تعمد المرأة منع نزول دم الحيض خلال شهر رمضان.

وقالت الدار في فتواها: إن الله تبارك وتعالى رؤوف بعباده رحيم غفور فهو القائل: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (البقرة 286).

وتابعت الإفتاء المصرية: ومن الأحكام الثابتة في الشرع أن المسلمة يجب عليها الفطر في رمضان إذا جاءتها الدورة الشهرية – فالفطر هو الأوجب في حالات الإعياء والاضطرابات الجسدية التي تصاحب هذه الحالة – وهذا تخفيف من الله ورحمة بعباده، وعلى من يفطر عليه القضاء لما جاء في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.

وأضافت: أما استعمال الحبوب التي تؤخر الدورة الشهرية إلى ما بعد رمضان، والتي تتيح للنساء أن يكملن صوم الشهر كله بغير انقطاع فلا بأس منه ويجوز اللجوء إلى هذه الوسيلة.
وفي السياق ذاته ورد الإفتاء سؤال هل يجوز للمرأة تناول العقاقير، لمنع نزول الدورة الشهرية ليتسنَّى لها الصيام في رمضان؟.

وأجابت دار الإفتاء: لا مانع شرعًا من استعمال العقاقير الطبية التي تمنع نزول الحيض إذا كان ذلك بمعرفة الطبيب ولا يترتب عليه ضررٌ بصحة المرأة، ومع ذلك فالخضوع لمراد الله بترك الأمر يجري على ما قدَّره من حيضٍ ووجوبِ الإفطار بسببه أثوبُ لها وأعظمُ أجرًا.