استشهد به الرئيس السيسي.. تفسير حديث النبي ﷺ «عليكم بالصدق»
دائمًا ما يستشهد الرئيس عبد الفتَّاح السيسي بأحاديث نبوية، وآيات قرآنية تحُثُّ على التحلي بمكارم الأخلاق عامة، والتي هي أعلاها الصدق، وتعريفه هو «قول الحقيقة»، وإذا اتَّصف إنسان بالصدق وجدته يتمتع بالعديد من الخصال الحميدة والأخلاق القويمة الأخرى مثل: الأمانة، والاستقامة، والوفاء، والإخلاص؛ ولذا فللصدق مكانة عظيمة في الإسلام، بل وفي كل الديانات، وكذا عند الشعوب التي لا تدين بدين؛ فبالصدق تستقيم الحياة، ويحصل العدل، وتسود روح المحبة والسلام.
والصدق من أعظم الأخلاق، وأنبلها، وأعلاها قدرًا، وأفضلها لعمارة الأرض والحياة السوية، وكلك من أعظم الأسباب للفوز بالدنيا والآخرة، وللصدق أهمية كبيرة، وثواب عند الله عظيم فكم حثَّ عليه في آي الذكر الحكيم مثل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، كما حث عليه، وعلمه النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم صحابته في أحاديث ومواضع متعددة نذكر منها الحديث التالي:
روى الترمذي وأخرجه البخاري عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالصِّدقِ فإنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ، وما يزالُ الرَّجلُ يصدقُ، ويتحرَّى الصِّدقَ؛ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ صدِّيقًا، وإيَّاكم والكذبَ؛ فإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ العبدُ يَكذبُ ويتحرَّى الكذبَ؛ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ كذَّابًا».
اقرأ أيضًا: أذكار الصباح.. استفتح يومك بهذه الأدعية النبوية تحفظك من كل شر
شرح الحديث
وفي شرح الحديث يُعَلِّمُ الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يكونوا صادقين محبين للصدق، كما يخبرنا بأجر الصادقين ومنزلتهم عند الله؛ فيحصل الترغيب في التزام الصدق، فيقول صلى الله عليه وسلم: «فإنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البرِّ»، والبر هو اسم جامع للخير كله.
والصدق يطلق على: صدق اللسان، وهو نقيض الكذب، والصدق في النية، وهو الإخلاص، والصدق في العزم على خير نواه، والصدق في الأعمال، والصدق في المقامات، كالصدق في الخوف والرجاء وغيرهما، فمن اتصف بذلك كان صديقًا، أو ببعضها كان صادقا.
ويُكمل الرسول في ثمرات الصدق وثوابه فيقول صلى الله عليه وسلم: «وإنَّ البرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ»، ويعني أن البر يوصل إلى الجنة، ومصداق ذلك في القرآن الكريم قول الله تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم}.
ويستكمل الحبيب صلى الله عليه وسلم في ذكر ثمرات وثواب والصدق فيقول: «وما يزالُ الرَّجلُ يصدقُ، ويتحرَّى الصِّدقَ؛ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ صدِّيقًا»، ويعني أن الرجل ليصدق في السر والعلانية، ويقصده، ويجتنب الكذب، فيكون الصدق غالب حاله، حتى يبلغ في الصدق غايته؛ فيدخل في زمرة الصادقين، ويستحق ثوابهم، وينال شرف ان يكتبه الله عنده صديقًا.
اقرأ أيضًا: «نسألك بنور وجهك الكريم».. دعاء لإزالة الهم ومغفرة الذنوب «فيديو»
التحذير من الكذب
وفي شق الحديث النبوي الثاني، نفَّر النبي صلى الله عليه وسلم من سلوك الكذب، والذي يُعرَّف بأنه: قول الباطل وعدم ذكر الحقيقة، فقال النبي الأكرم: «وإيَّاكم والكذبَ؛ فإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ»، وبه تحذير من خطورة الكذب وتأكيد أن الاستمرار في الكذب يوصِّل العبد إلى صفة الفجور، والتي هي ضد البر وتعني الميل عن الاستقامة، وفعل المعاصي، ثم يُكمل النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ العبدُ يَكذبُ ويتحرَّى الكذبَ؛ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ كذَّابًا»، ويعني أن الفجور يوصِّل إلى النار، وأن الرجل حين يكذب مرارًا ويتكرر ذلك منه يُكتب عند الله كذابًا، وياله من عقاب أليم، ومصير سحيق، وسقط من نظر الله لهذا العبد الذي يلتزم الكذب ويُصِّرُ عليه، أعاذنا الله أن نكون من هؤلاء الكذابين.
