من تفسير القرآن.. ما معنى {بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا}؟


يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: ما معني قول بني إسرائيل لموسى عليه السلام: «لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا»؟
ودائمًا يُعرف عن بني إسرائيل جدالهم، فلا يستقبلون أمرًا إلهيًا إلا بجدال، ورفض، وتغيير، وتحريف، ومساومة، ومما يظهر هذا الطبع الذي يتوارثونه على مدار الأجيال المتلاحقة، فكتب اللهم عليهم التيه في الأرض، فلم تعمر لهم دولة على مر الزمان، ولم تتجاوز تجمعاتهم على أية أراض مغتصبة أكثر من 100 عام.
ونتناول في السطور التالية تفسير هذه الآية التي تحمل الرقم 61 من سورة البقرة، ونصها: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ).
وورد في تفسير السعدي قوله: {بَقْلِهَا} أي: نباتها الذي ليس بشجر يقوم على ساقه، {وَقِثَّائِهَا}: وهو الخيار، {وَفُومِهَا}: أي: ثومها، والعدس والبصل معروف.
وفي تفسير البغوي قال: في قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد} وذلك أنهم أجمعوا وسئموا من أكل المن والسلوى، وإنما قال: {على طعام واحد} وهما اثنان لأن العرب تعبر عن الاثنين بلفظ الواحد كما تعبر عن الواحد بلفظ الاثنين، كقوله تعالى: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}، وإنما يخرج من المالح دون العذب.
وقيل: كانوا يأكلون أحدهما بالآخر فكانا كطعام واحد، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: "كانوا يعجنون المن بالسلوى فيصيران واحداً".
وأكمل البغوي: قوله {فادع لنا} فاسأل لأجلنا. {ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها} قال ابن عباس: "والفوم الخبز"، وقال عطاء: "الحنطة"، وقال القتيبي رحمه الله تعالى: "الحبوب التي تؤكل كلها".
لمزيد من التفسير اضغـــط هنــــــــــــا