اول سورة نزلت في مكة


اول سورة نزلت في مكة، اختلف العلماء في تحديد أول سورة نزلت في مكة من سور القرآن الكريم على ثلاثة أقول، وذكر كل قول فيهم ما يدعم رأيه من أسانيد وأحاديث، وقد جاءت أقوال العلماء على النحو التالي:
الرأي الأول
اول سورة نزلت في مكة من القرآن الكريم هي الآيات الخمس الأُولى من سورة العلق، واستدل أصحاب هذا القول بحديث السيدة عائشة زوج الرسول رضي الله عنها عندما وصفت بدء نزول الوحي على النبي فقد بدأ الوحي بالرؤيا الصادقة، ثُمّ حُبّب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- الخلوة؛ فكان يتعبد في غار حراء إلى أن جاءه الملك، وقال له: (اقْرَأْ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما أنَا بقَارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فَقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فَقالَ: اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسَانَ مِن عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ إلى قَوْلِهِ: عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ.
الرأي الثاني
اول سورة نزلت في مكة، وقال أصحاب الرأي الثاني أن اول سورة نزلت في مكة سورة المدّثر، واستدلّ القائلون بذلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: جَاوَرْتُ في حِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَاسْتَبْطَنْتُ الوَادِيَ فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أمَامِي وخَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي وعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا هو جَالِسٌ علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فأتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلتُ: دَثِّرُونِي، وصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، وأُنْزِلَ عَلَيَّ: يَا أيُّها المُدَّثِّرُ قُمْ فأنْذِرْ ورَبَّكَ فَكَبِّرْ.
الرأي الثالث
اول سورة نزلت في مكة هي سورة الفاتحة، واستدلوا في ذلك بحديث النبي الذي ذكر فيه ما قاله له جبريل -عليه السلام- عندما خلا به فقال: (فلما خلا ناداه يا محمدُ قل بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين حتى بلغ ولا الضَّالِّينَ).
سور القرآن مكية ومدنية
تنقسم سور القرآن حسبما قسمها العلماء إلى مكية ومدنية، وقد اختصت السور المكية وتميزت بتأسيس الإيمان، وإبطال ما كان يعتقده الناس من معتقدات خاطئة وباطلة، كما تميزت بذكر القواعد العامة، كما استفاضت السور المكية بذكر الأنبياء وما عانوه في دعوتهم لله وللإيمان به وموقف الناس منهم.
وتمتاز السور المكية بقصرها وقوة بلاغتها التي أعجزت العرب أصحاب المصلحة واللسان البليغ.
السور المدنية
هي السور التي نزلت بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة للمدينة، وذكر بعض العلماء أن القرآن المدني هو كل ما نزل بعد الهجرة حتى لو لم ينزل بالمدينة المنورة.