لم تحدث منذ 1400 عام..
كارثة.. صحفي يهودي يصعد جبل عرفات ويدخل مكة المكرمة «فيديو»
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، الآية رقم 28 من سورة التوبة، وهي أمر من الله جل وعلا إلى عباده المسلمين الذين مكّن لهم في الأرض، وأنفذ لهم وبهم شريعته، ألا يدخل أحد من المشركين البيت الحرام ومحيطه، ومكة المكرمة بعد عام تسع للهجرة النبوية تاريخ نزول الآية الكريمة.
وأمر الله عباده المسلمين بمنع اليهود، وغيرهم من دخول المسجد الحرام ويشمل الكعبة المشرفة ومحيطها، ومكة بصفة عامة، وهو أمر إلهي مع وعد أن يرزق الله عباده المؤمنين حال تنفيذهم هذا الأمر سبل التمكين والغنى والكفاف، إن كان منع دخول اليهود وغيرهم سيؤثر على حياتهم الدنيا وسبل التجارة مع اليهود وغيرهم.
وأمر الله المسلمين بمنع اليهود المشركين من دخول المسجد الحرام يأتي لوضع حاجز نفسي في مقاطعتهم لهم، والبراءة منهم، فقال الشيخ ابن عثيمين: «وقد أمر الله تعالى في هذا النداء المؤمنين بأن يمنعوا كل مشرك ومشركة من دخول المسجد الحرام، لأن المشركَ نجس الظاهر والباطن، فلا يحل دخولهم إلى المسجد الحرام، وهو مكة والحرم حولها، ومن يومئذ لم يدخل مكةَ مشرك».
وقال ابن كثير: «أمر الله تعالى عباده المؤمنين الطاهرين دينا وذاتا، بنفي المشركين الذين هم نجس عن المسجد الحرام، وألا يقربوه بعد نزول هذه الآية، وكان نزولها في سنة تسع ولهذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا بصحبة أبي بكر وأمره أن ينادي في المشركين ألا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، فأتم الله ذلك وحكم به شرعًا وقدرًا».
وكتب الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لولاته: أن امنعوا اليهود والنصارى من دخول مساجد المسلمين، لقوله تعالى: (... إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ...)».
واقعة صادمة
وعلى ما تقدّم تدليله، بثت القناة 13 الرسمية لدى الاحتلال الإسرائيلي تقريرًا مصورًا مدته نحو 10 دقائق يظهر زيارة صحفي يهودي يدعى «جيل تماري» محرر الشؤون الخارجية لدى القناة بالمملكة العربية السعودية، وهو يدخل مكة المكرمة كما يدخل المسجد الحرام، ويصعد أعلى جبل عرفات -جبل الرحمة-.

الصحفي اليهودي بدخوله مكة المكرمة يعد حالة نادرة إذ مُنع اليهود وغيرهم من غير المسلمين من دخول مكة المكرمة منذ 1434 عامًا وحتى دخول هذا الصحفي خلال موسم الحج قبل أيام لتصوير تقريره التلفزيوني حول المشاعر المقدسة لدى المسلمين.
وظهر في تقرير القناة الإسرائيلية الصحفي اليهودي، وهو يتنقل بسيارة خاصة رفقة مرشد سعودي الجنسية -تم إخفاء وجهه لمنع التعرّف عليه لاحقًا- في محيط الحرم المكي، كما صعد جبل عرفات (جبل الرحمة) وهو الجبل الذي يعد ركن الحج الأعظم والذي ألقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعلاه خطبة الوداع في حجته الوحيدة قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم قبل 1400 عام من الآن.
وتحدث الصحفي اليهودي باللغة العبرية في جانب من تقريره التليفزيوني فيما تحوّل للحديث باللغة الإنجليزية لمنع اكتشاف هويته بين المارة من السعوديين وأنه إسرائيلي حتى لا يتم الفتك به.
وزير إسرائيلي: التقرير غبي يضر مساعي التطبيع

وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج -مسلم الديانة- استنكر في تصريح لتليفزيون الاحتلال، بث التقرير للعلن من قبل القناة 13 العبرية، قائلًا: «آسف إن بث هذا التقرير من مكة، والتفاخر به كان شيئًا غبيًا؛ من أجل تحقيق مشاهدات، وهو تصرف غير مسؤول ومؤذي، ويضر بالجهود التي ترعاها أمريكا بدفع إسرائيل والسعودية ودول الخليج تدريجيًا إلى تطبيع العلاقات، على غرار التطبيع مع الإمارات والبحرين قبل عامين».
اعتذار القناة العبرية والمراسل
القناة 13 الرسمية لدى الاحتلال الإسرائيلي قالت في بيان لها عبر حسابها الرسمي على موقع التدوين العالمي «تويتر»: «إن زيارة محرر الشؤون الخارجية لمكة المكرمة لن تأتي للمساس بمشاعر الامة الإسلامية والمملكة العربية السعودية. نحن في اخبار القناة 13 نعبر عن اعتذارنا واسفنا ان شعر احد بالغضب بسبب هذه الزيارة ان الفضول الصحفي هو جوهر العمل الصحفي من اجل الوصول الى كل الأماكن والتغطية من مصدر أول».
ورغم اعتذار القناة الإسرائيلية إلا أنها لا تزال تحتفظ بعرض التقرير المصور عبر قناتها الرسمية على موقع الفيديوهات العالمي «يوتيوب»
الصحفي الإسرائيلي اعتذر لاحقًا عن بث التقرير قائلًا عبر حسابه على موقع التدوين العالمي «تويتر»: «إذا شعر أي شخص بالإساءة بسبب هذا التقرير المصور، فأنا أعتذر بشدة؛ فقد كان الغرض من ذلك إظهار أهمية مكة وجمال الدين، ومن خلال القيام بذلك، تعزيز التسامح الديني».
وحتى اليوم لا تعترف المملكة العربية السعودية بدولة الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ تطلب حل القضية الفلسطينية وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة لمراجعة موقفها من الاعتراف بدولة الاحتلال.
لماذا أمر الله المسلمين بمنع المشركين من دخول مكة والمسجد الحرام؟
وقال عطاء: الحرم كله مسجد لقوله تعالى: (... فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا...)، وقال الإمام السعدي، يقول تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون بالله الذين عبدوا معه غيره نجس، خبثاء في عقائدهم وأعمالهم، وأي نجاسة أبلغ ممن كان يعبد مع الله آلهة لا تنفع ولا تضر، ولا تغني عنه شيئاً؟، وأعمالهم ما بين محاربة لله، وصد عن سبيل الله ونصر للباطل، ورد للحق، وعمل بالفساد في الأرض، فعليكم أن تطهروا أشرف البيوت وأطهرها عنهم، فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وهو سنة تسع من الهجرة».
وفي قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، يعني وإن خفتم أيها المسلمون عيلة، أي فقرًا وحاجة، من منع المشركين من قربان المسجد الحرام، بأن تنقطع الأسباب التي بينكم وبينهم من الأمور الدنيوية، فسوف يغنيكم الله من فضله، فليس الرزق مقصوراً على باب واحد، ومحل واحد، بل لا ينغلق باب إلا وفتح غيره أبواب كثيرة، فإن فضل الله واسع، وجوده عظيم، خصوصًا لمن ترك شيئًا لوجهه الكريم، فإن الله أكرم الأكرمين، وقد أنجز وعده، فإنه قد أغنى المسلمين من فضله، وبسط لهم من الأرزاق ما كانوا به من أكبر الأغنياء والملوك. وقوله: «إن شاء» تعليق للإغناء بالمشيئة، لأن الغنى في الدنيا، ليس من لوازم الإيمان، ولا يدل على محبة الله، فإن الله يعطي الدنيا، من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان والدين، إلا من يحب، إن الله عليم حكيم، علمه واسع، يعلم من يليق به الغنى، ويضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها.




















