مواجهة الفكر المتطرف.. تحريم التعامل مع غير المسلمين «تفنيد»
في إطار دور وسائل الإعلام التوعوي، والتثقيفي، وانطلاقًا من الدور الوطني للحفاظ على أمن الوطن، والمواطن، تتناول بوابة «مصر 2030»، توضيح المفاهيم الدينية المغلوطة، والتي يتخذها البعض تكأة لنشر الفكر المتطرف، ومخالفة القانون العام؛ ولذا نتناول في القسم الديني بعض الأحاديث والفتاوى المغلوطة بالتوضيح والشرح الوسطي لمعانيها لرفع الوعي الديني لدى المواطن البسيط.
ومن القضايا التي تتخذها الجماعات المتطرفة تكأة لعداء المسلمين وغير المسلمين من أهل الذمة، قضية تحريم التعامل مع غير المسلمين، وهو ما فنده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى أن قاعدة الولاء والبراء، هي قاعدة مهمة في المنهجية التكفيرية، والتي أنتجت بسببها 90% من فتاوى تحريم التعامل مع المسيحيين.

ويحرم المتطرفون التعامل بشكل قطعي مع غير المسلمين، وتطور الأمر في التحريم من عدم الموالاة إلى المعاداة مستندين إلى أدلة ونصوص شرعية تم تنزيلها على غير مرادها لتبرير قتلهم للمخالفين لهم في العقيدة، مثل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} سورة المائدة الآية 51، واعتبروا أن التعامل بأي شكل من الأشكال مع غير المسلمين مخرج من الملة، واستشهدوا لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله»؛ وبناءً على ذلك تحول المخالف لهم –نتيجة هذه القراءة العقيمة والخاطئة- إلى كافر، ومن يواليهم أيضًا في بوتقة الكفر معهم، وعليه يجوز، بل يجب قتلهم دون روية، وقاتلهم تنتظره جنة الخلد.
وغياب النقد الذاتي لدى الجماعات المتطرفة تأخذهم إلى عبادة الذات، إلى جانب التعامي عن الإيجابيات ورفض أي نصح، والاصطدام مع المجتمع والآخرين؛ ومن شأن ذلك أن يجعلهم في عزلة، تتحول مع الزمن إلى عقيدة صدامية مع الآخرين، إلى جانب غياب فكرة المواطنة، فالمتطرفون مؤمنون بالله كافرون بالمواطنة؛ فالذي يقدم على هذا الأمر لا يوجد لديه أي وازع وطني تجاه بلده، وهذا ما تفعله الجماعات المتطرفة التي تزعزع حب الوطن في نفوس الشباب وتفقده انتماءه لوطنه وبلده.





















